لم تمل الاعلامية والباحثة د. لولوة بودلامة من إعادة قراءة الكتب التي سبق لها قراءتها فهي تقول عن ذلك: الغريب وانا أقرأ الكتاب من جديد أشعر بأنني أقرأه لأول مرة ويصبح استيعابي له مختلفا تماما، وتكشف مؤلفة «سم طال عمرك» عن ميلها الشديد نحو كتب السير الذاتية معتبرة ذلك محاولة لخوض مغامرة إلى المجهول ومعرفة تفاصيل حياة أصحابها وتجاربهم سواء اتفقت معهم أم اختلفت، الدكتورة لولوة حسن بودلامة عضو الهيئة الاستشارية في الجامعة الاهلية بمملكة البحرين وجامعة لاهاي الدولية، مدربة معتمدة في مجالات الاعلام السياسي والتنمية البشرية وإدارة الأزمات كاتبة مقال في عدد من الصحف ومقدمة برنامج «اكيد تقدر» في الاذاعة البحرينية علاوة على إصدارها للعديد من البحوث والدراسات المتخصصة تتحدث عن قصتها مع الكتب.

  • ما الكتاب الذي أحدث تأثيرا فيك بعد قراءته. وما نوع التأثير؟

  • السؤال صعب جدا، فهناك العديد من الكتب التي أحدثت فيّ تأثيرا كبيرا بعد قراءتها ومن الصعب اختيار كتاب واحد، فمعظم الكتب التي أثرت بي سواء على الصعيد المعرفي أو الثقافي، أو حتى على مستوى الكتابة واللغة والالفاظ، أو على مستوى الترابط والحبكة. وأنت تحدثني الآن يستعرض عقلي عددا كبيرا من الكتب، ولا سيما أن الكتب التي قرأتها مؤخرا حيث تأخذ النصيب الاكبر بحكم تذكري لها، ففي المجال السياسي أعتقد أن كتاب "الغباء السياسي" لمؤلفه المصري الاستاذ محمد توفيق كتاب رائع كتب بأسلوب شيق حيث يروي قصصا عبر التاريخ لعدد من القادة الاغبياء، وكيف ساهم هؤلاء في تدمير دولهم. أما في المجال الادبي تأثرت بـ "قصة تجربتي مع الحياة" للمهاتما غاندي حيث يسرد فيها قصة حياته والمواقف الكثيرة التي تعرض لها ويعرضها في قالب قصصي رائع تنتهي بحكم عظيمة تستحق التأمل والتطبيق في حياتنا، كما يجب أن اعترف لك بانني من عشاق قراءة كتب السير الذاتية فأنا معجبة بكتاب "كفاحي" لهتلر وكتاب "هيلاري كلينتون" وغيرها من الكتب التي تروي سيرا ذاتية لشخصيات سواء اتفقت معها أم اختلفت، ولكن بلا شك احب الخوض في غمار المجهول في حياة هؤلاء ومعرفة تفاصيل حياتهم وما مرو به خلال تجاربهم

عندما تتغير مدارك القارئ يستوعب ما يقرأه بشكل مختلف

وفي المجال الديني فأنا من عشاق مؤلفات الشيخ عمر عبدالكافي وأكثر ما يجذبني في مؤلفاته هي البساطة والسلاسة في الشرح. أما في مجال القصة، فأنا أعترف بأنني مقلة جدا في قراءة القصص، كما قرأت في عمر متقدم العديد من القصص لطه حسين ونجيب محفوظ ويوسف السباعي أما الآن فلم أجد القصة التي تشدني، وأصبحت أحس بالغثيان عند محاولتي لقراءة بعض القصص الجديدة لعدد من الكتاب الجدد الذين لا أجد في مؤلفاتهم شيئا جديدا!! فالكلمات الاباحية والايحاءات تحولت إلى أهم اسس وقواعد كتابة القصص، ناهيك عن أن بعض المؤلفين لم يكلفوا أنفسهم وباتوا يكتبون قصصهم باللهجة الدارجة أو اللغة العربية الركيكة، وانا لا أعني من كلامي جميع القصص لكن أقصد بعض القصص التي حصلت على نسبة كبيرة من الرواج وهي ليست بالمستوى الادبي المطلوب.

  • لو رجع بك الزمن ما الكتاب الذي تودين أنك قرأتِه في وقت مبكر ولماذا؟

  • قبل ان أجيب على هذا السؤال أود أن أقول بأنني بين الفترة والأخرى أعود إلى قراءة عدد من الكتب التي قرأتها سابقا والغريب أنني وأنا اقرأ الكتاب من جديد أشعر بأنني اقرأه لأول مرة، فالإنسان عندما تتغير مداركه يبدأ يقرأ ويستوعب بشكل مختلف، وهذا ما حدث لي عندما قرأت مؤخرا كتاب "حياة في الادارة" للراحل غازي القصيبي، فالبرغم من أنني قرأت الكتاب قبل أكثر من 10 سنوات، إلا أنني استمتعت بقراءته من جديد واستفدت منه بشكل مغاير. أما في ما يخص الاجابة على سؤالك، تمنيت انني قرأت في مجال "إدارة الأزمات" وليس هناك كتاب محدد ولكني تمنيت فعلا لو أنني تعمقت في القراءة بهذا المجال في عمر مبكر.

  • هل ترين أن القراءة محرك أو دافع للتغيير في وقتنا الحاضر؟

  • بالطبع، فأنا أؤمن بأن الجائع هو الذي لم يقرأ شيئاً جديداً في يومه. فالقراءة هي مفتاح العقل والبصير والعلم، وهي التي تبدل حال الانسان، ولا يستوي مطلقا القارئ بغير القارئ، فالإنسان القارئ يتميز بتفوقه، وعلمه وحكمته. وأدعو كل شخص ينشد التميز أن يقرأ كل ما يقع بين يديه.

  • ما سمات الكتاب الذي يلزمك قراءته كاملاً؟

  • أهم سمة أن يكون الكتاب مشوقا غير ممل، مكتوبا بأسلوب سلس وسهل ومرتبط بطريقة منطقية.