القطار لا يعود إلى الخلف لذا يجب تمهيد الطرق إلى المستقبل، وإقامة محطات لتقديم الخدمات للناس، فيتم التبادل الذي يوجب تحقيق الاستجابة بكل مفرداتها من مقايضة وتفاوض وشراء وبيع وإنفاق بما يعود على الفرد والجماعة بالفائدة والمنفعة.
إذ، يتأسس التبادل على الإلمام بالمسؤولية وهذا لا يعني أن يعيش الانسان في عالم مادي صرف بل عليه أن يعيد انتاج أدوات تفي بشروط طبيعته الثقافية، حيث شكل "فريدريك نيتشه" (هذا التبادل على أساس نشأة كل القيم الإنسانية القائمة على مبدأ: كل شيء له ثمن، فالإنسان هو مقياس كل القيم، إذ يقيس نفسه بواسطة علاقته بالآخرين).
فالواقع الفعلي يرغم على التواصل الكوني ويفسر الكيفية التي يتعامل بها ليصبح جزءا من منظومة بشرية تواكب الحاضر وتتماهى معه، تنفق وتتغذى على ما تقدمه البيئة الاجتماعية الحاضنة وهذا يولد التبعية بكل الإيجابيات والسلبيات فيها.
وبناء على ما تناقلته وسائل الاعلام العربية والعالمية عن أشهر سلسلة وجبات سريعة في العالم، على خلفية سفير لهذه المطاعم وكتابه الجديد الذي تحدث خلاله عن فوائد المشي والتناول شبه اليومي للبطاطس المقلية، فضلا عن زيارته للمدارس ومحاولاته لتكريس هذا الشعار لدى الطلاب والطالبات، ما دعا الشركة للتفاعل سريعا واطلاق الكثير من الوعود عندما تم إيقافه لافتة الى أن سفيرها لم يعد يزور المدارس الأمير كية، كما أن الشركة تعمل على تجويد وجباتها وتحويلها الى شركة وجبات شرائح لحم حديثة وعصرية، وتكثف الشركة جهودها واهتمامها على فعاليات المجتمعات الداخلية والمحلية عوضاً عن ظهورها في المدارس مجدداً، بحسب ما ذكرت رويترز.
إن هذا الإسهام كي يتصف بالرسمية لابد من منع اعلانات مطاعم الوجبات السريعة والتسويق لها عبر القنوات الرسمية والقنوات الأكثر مشاهدة بتنفيذ اتفاق مبرم مع الشركة بعدم الاعلان إلا في حال تحسين القيمة الغذائية أسوة بالدول الكبرى، وعلى المجتمع الخليجي المطالبة بالتعويض لانتشار فروع شركات الوجبات السريعة بشكل مذهل في مدن دول الخليج دون أي تحسين يذكر على وجباتها كما فعلت في الولايات المتحدة، ومن المؤسف أن التوعية تكاد تكون معدومة خاصة بين المراحل العمرية الصغيرة ومرحلة الشباب.
وهذا يناقض مضمون التبادل ويعاكس الخدمات النافعة والضرورية بين الناس وتفادي الفرد هذه الأخطاء الغذائية وتصحيحها ليرى إن كان ممكنا الاطلاع على ما قامت به الدول الكبرى في تجريم الاعلان عن شركة غذائية هدفها الأساس في الأنظمة الاقتصادية الكسب المادي باعتبارها مسيرة ترفض قبول الحقيقة وتمارس نشاطا مستداماً لا ينطوي على نظام أفضل أو تحسين قيمة غذائية.
فقد يتحاشى معظمنا الخوض في هذه المسائل لعدم قدرته على المشاركة في النقد وسيطرته على من حوله من مؤيدي هذه المطاعم، ما يباعد بينه وبين مجتمعه، لذا اقتصر دوره على الإنكار فقط وذكر بعض الدول المحرمة على هذه المطاعم لأسباب سياسية وأسباب أخرى غامضة، فلن تكون سوى ممارسة ذات حدين إما أن تجمع بين أهواء متناقضة أو قناعات منظمة لا تقبل التشكيك.
فكل تصحيح يبدأ بكيفية متنامية من البيت الى المدرسة ثم المجتمع ففي هذه الساحات تكون المشاركة المباشرة أجدى من أي وسيلة إعلامية أخرى بتطبيق خطوات تنشط الوعي المعرفي بفوائد واضرار الوجبات السريعة وتأثيرها على الصحة العامة وملء الخانات الفارغة بالارشادات والتوعية الصحية.
new.live911@hotmail.com
1
وليد
2016-05-19 08:12:53مقال ممتاز.
2
ابو معاذ
2016-05-19 07:52:33انا معك ان المدرسة والبيت من انجمع الوسائل للمشاركة في الوعي بالصحة العامة