أكد الجنرال عوزي مسكوفيتش في حديث لصحيفة هآرتس أن إسرائيل لن تخوض حروباً تقليدية في السنوات القادمة ولن تواجه تهديدات وجودية، مرجحاً الى حد كبير أنها قد تخوض حروباً الكترونية تعتمد على التكنولوجيا والاتصالات. وكشف مسكوفيتش عن دور "الحرب الإلكترونية" في الدفاع والهجوم وفي الخطط الحالية لهيئة أركان الجيش، وشكل المواجهة القادمة حسبما يراه. وقال مسكوفيتش إنه في السنوات الخمس وحتى السبع القادمة يمكن التنبؤ بعدم نشوب حرب بين جيوش تقليدية مثلما كان يحصل في السابق. ويضيف 'لا يوجد اليوم حروب تقليدية، ولا يتم احتلال دول، وحتى الدول العظمى لا تقوم باحتلال مناطق بشكل مباشر. لقد حصل انقلاب: عدنا من الصدامات بين الجيوش الكبيرة إلى الحرب مقابل منظمات وميليشيات، وأصبحت عملية تشخيص العدو ومعالجته أكثر تعقيداً". ويضيف أن هذا الواقع العسكري الجديد الذي بدأ الجيش باستيعابه بعد الحرب ضد حزب الله في العام 2006 يتطلب ردا آخر. وضمن أبرز مميزاته هو التغيير في طريقة جمع المعلومات الاستخبارية، وخاصة توزيعها على الوحدات، وهي عملية ذات أهمية كبيرة. وقال الجنرال الإسرائيلي، الذي كان رئيساً لوحدة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في الجيش، إنه في السنوات الأخيرة، وبعد العملية التي قادها الجنرال أفيف كوخافي، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، ويشغل حاليا منصب القائد العسكري لمنطقة الشمال، بلور الجيش مفهوما جديدا للحرب الاستخبارية تقوم على أساس صهر سريع للمعلومات الاستخبارية على نطاق واسع، ومن مصادر مختلفة، ودفع جزء كبير منها إلى الوحدات القتالية.

وتابع أنه في الوقت الذي تتواصل فيه الاستخبارات العسكرية مع الوحدات، ولا تكتفي بوجود المعلومات الاستخبارية في غرفة العمليات، فإن تطبيق هذه الرؤية يصبح متعلقا بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وتكون هناك حاجة لبنى تحتية ومنظومات معلومات وقدرات صهر وفلتره معلومات. ويشير إلى أن هذا النموذج يعمل بشكل جيد، إلا أن مخاطر أخرى ظهرت ناجمة عن إغراق القادة الميدانيين في الطرف الثاني بمعلومات أكثر من اللازم، وهي مشكلة معروفة حتى في عالم الأعمال، حيث تجمع معلومات أكثر من قدرات "المستهلك" على معالجتها وفلترتها بشكل فعال في الزمن الحقيقي. واستعرض هجمات سايبر نسبت لروسيا، حيث حصل انقطاع في الإنترنت في تركيا ليوم واحد، ثم حصلت تشويشات في المنظومة المصرفية لثلاثة أسابيع ردا على إسقاط طائرة روسية على حدود سورية مع تركيا في نوفمبر الماضي. وبعد ذلك بوقت قصير انقطع التيار الكهربائي عن ثلث مساحة أوكرانيا لمدة أسبوع في هجوم غامض نسب للصراع مع روسيا حول جزيرة القرم وشرق أوكرانيا. وبحسب مسكوفيتش فإن احتكاكات إسرائيل المستقبلية مع "أعدائها" ستكون في هذه المجالات. ويقول: "عندما يجري الحديث اليوم عن سايبر هجومي، فإن ذلك يكون جمع معلومات استخبارية في الأساس. وبعد 10 سنوات ستبدو الأمور بشكل مغاير. وفي عالم يعارض أكثر استخدام القوة العسكرية المتحركة، يظهر الانتقال إلى أنماط أكثر ليونة في استخدام القوة. وكلما تحول الخصم أكثر إلى التكنولوجيا والاتصالات، فإنك تستطيع أن تعمل الكثير ضده". ويلمح مسكوفيتش إلى أن قدرات الجيش الإسرائيلي في هذا المجال تفوق بكثير توقعات الإسرائيليين، غير أنه أكد أن "السايبر لن يكون بديلا للجندي في الخندق، أو الدبابة في الميدان، أو الطيار أو مشغل الطائرة بدون طيار، إلا أن ذلك من شأنه أن يسهل عملهم، ويوفر جزءا من تفعيل القوة العسكرية".