ازدهرت علوم الكون والفلك في عهد الدولة الإسلامية وساهمت هذه العلوم في بناء حضارة عظيمة وانتشرت إلى أقاصي الغرب والشرق كعلم الفلك، حيث شكل هذا النشاط كثيرًا من التحسينات على نظام كلوديوس بطليموس الذي اشتهر في أفلاك التدوير وخاصة في مجال دائرة البروج ومتوسط حركة الكواكب، ما جعلهم يحرصون على إنشاء المراصد، مما أسهم في الوصول إلى حقائق علمية كانت نقاط تحول في تلك المرحلة إلى أخرى علمية وثقافية.

حيث أسهمت هذه الأبحاث والمعلومات في تفسير (الظاهرة التي شهدتها الدول العربية - ظاهرة نادرة - بعبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس في ظاهرة فريدة من نوعها تستغرق سبع ساعات ونصف الساعة، يعتبر حدثا خارقا في السماء العربية وتحدث هذه الظاهرة للكواكب التي تدور حول الشمس وهما عطارد والزهرة كلما عبرا أمامها داخل مدار الأرض كل 13 إلى 14 مرة في 100 سنة) وفق ما جاءت به "بي بي سي"

إذ أن المشهد يحتاج إلى قدرات ذهنية وإحساس بالواقع وأساليب تخلق مناخاً من اليقظة ومعرفة الرسائل الإعلامية والوسائل التقنية الحديثة لرصد هذه الظواهر الكونية، فقد أضحت الأشياء مستغرقة في التأثير تشترط تصوراً جديداً لكل رؤية في العالم رغبة في التناغم مع معطيات العصر.

وعندما نقول سيمر كوكب عطارد الذي يمثل نقطة أو دمعة سوداء على طرف الشمس فهذا حدث كبير يجب توثيقه ورصده للطلاب والطالبات في المدارس والجامعات وإضفاء شرح تفصيلي كمعلومة مهمة تسجل في مذكرات الطالب كمخزون معرفي يبقى عبر التاريخ راسخاً في الأذهان.

هذا إذا أدرك الفرد أهمية المواقف النادرة واعتبرها نافذة مشرعة على الحياة وناحية سوسيولوجية واعية بذاتها، ومسألة تنطلق من ارتباط وثيق بمعرفة المعلومات التي تستحوذ عليها سياسة العولمة فضلاً عن عملها المتواصل وتجاهلها للخصوصية الثقافية العائقة للنمو بشكل عام.

وتأتي سلامة المكونات من أسباب البناء الحضاري والبئية الطبيعية التي تمد الإنسان بمعلومات هائلة كونية تفيد (أن الكون يتسع بشكل أسرع من تفسير قوانين الفيزياء التي أضافها "دافيد كاستلفيشي" قائلا بأنه يعتقد أن شيئاً لا يزال مبهماً في النموذج الكوني القياسي).

بينما المنهج الدراسي لا يحمل معلومات وافرة من علوم الفلك والفضاء ويعتبر هذا العلم ضئيلا جدا من حيث العمق في المناهج التعليمية في الزمن الحاضر ولا يتناسب مع اكتشافات الفضاء المذهلة بواسطة أجهزة حديثة، وعبثاً يحاول الإنسان ملاحقة الأحداث وهو لا يملك قاعدة لهذا النوع من العلوم وخاصية التعبير عن كل وظيفة في الكون وخاصة من الإعجاز العلمي في القرآن.

أو يلم بحقائق كونية لها دلالات السياق القرآنية التي تفسر (وجود الثقوب السوداء التي فصلها سعيد حمود اليامي عندما اعتبر موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم من المواضيع المتميزة بعطائها المتجدد مع تعاقب الزمن، حيث يجد الناس كل حين ما يتوافق أو يشير إلى أشياء تعتبر كشفًا جديدًا، لأن الإنسان لم يطّلع عليها من قبل، لقوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِى الآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَق..الآية).

ولهذه العلوم مهام رئيسية ومعرفية لابد من توظيفها في المناهج التعليمية، ومن واجب الجميع العمل على التطوير وإعادة الأجزاء المبتورة من علومنا ومعارفنا التي أبلى فيها علماء المسلمين الأوائل وأكدت أن دراسة الكون غاية أمرها فائق الأهمية وغرض مميز يجمع بين أنوار العلم والعقل ويحث على معرفة الحقائق العظيمة لخلق الله تعالى في الكون.

hotmail.com@