جاء تحقيق فريق الشباب لبطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين للموسم الحالي بعد أن خرج من بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد ليؤكد من جديد بأن شمس البطولات لا يمكن أن تغيب عن الشباب حتى لو تغير الفريق وتنازلت إدارته عن عدد من نجومه.. ليبقى الفريق الشبابي الضلع الثابت في البطولات مهما هبت عليه الرياح ومهما حدث له من إصابات..نعم يتخلف موسماً لكنه لا يغيب عدة مواسم!!.

وبطولة الدوري جاءت في الوقت المناسب الذي يبحث فيه الشبابيون عن مصالحة جماهيرهم وبالذات عقب الخسارة غير المتوقعة التي حدثت في البطولة الآسيوية أمام العربي الكويتي بثلاثة أهداف دون رد والتي أقيل العجلاني على إثرها. فكان لزاماً أن يعود الليث لساحة البطولات.

ولعل المكسب الأهم ظهور الفريق بمستوى رائع وأداء جميل أعادنا لمجد وسيادة الشباب في بداية التسعينات عندما حقق الدوري بمسماه الجديد ثلاث مرات متتالية وبزغ مجده عربياً وخليجياً.

اختلاف حول تأسيس شيخ الأندية

يبقى نادي الشباب هو النادي الوحيد بين أندية المملكة الذي كثر الجدال والاختلاف حول تحديد العام والتاريخ الحقيقي لتأسيسه وشكل ذلك صراعاً بين مؤسسيه.. فلم يتسم الخلاف بين مؤسسي الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى بالحماس والتشدد حيال بدء ممارسة الكرة بل ان الحماس والتشدد كان قوياً بينهم حول تاريخ تأسيس نادي الشباب، ولم يقف هذا الصراع عند ذلك التشدد بل انه تزمت بشكل أوسع حول الشخصية الأولى التي تولت رئاسته.

ويؤكد المؤرخون بأن الشباب انسلخ من فريق الموظفين الذي بدأ عام 1364ه برئاسة الأستاذ حمزة الجعلي وعضوية كل محمد الصائغ - يوسف عابد - عبدالحميد مشخص - عبدالله أخضر - محمد أحمد الصائغ - محمد مكي - محمود فكري - محمد حسنين، عبدالرحمن بن سعيد وغيرهم ولكن الفريق توقف أواخر عام 1367ه عندما اختلف الرئيس وفؤاد الصائغ مما أدى إلى أنقسام البقية من الأعضاء إلى قسمين فخرج قسم من اللاعبين وكونوا لهم فريقاً آخر باسم «الشباب» وهم عبدالرحمن بن سعيد ومحمد مكي ومحمد الصائغ وصالح ظفران وفؤاد الصائغ وعبدالحميد مشخص.

٭ وفي عام 1367ه كانت البداية الفعلية لتأسيس نادي الشباب برئاسة الأستاذ عبدالرحمن بن سعيد وكان مسماه في البداية باسم «شباب الرياض» واختار أعضاؤه اللونين الأخضر والأبيض شعاراً له. قبل أن يتغير إلى اللونين الأبيض والأسود كما سيأتي لاحقاً.

كأس الملك أولى إنجازاته

وبدأت قصة مجد البطولات والصعود لمنصات التتويج للشباب في وقت مبكر من تأسيسه وأول إنجاز له تحقق في عام 1372ه عندما هزم فريق سكة الحديد بنتيجة كبيرة قوامها سبعة أهداف، وبها حقق أول كأس لأول بطولة تقام بمدينة الرياض. وهو الفريق الأول الذي يفوز بكأس الملك سعود عندما تغلب على فريق الكلية الحربية 27/1/1375ه.

وبعد هذه البطولة حدث انقسام في صفوف الفريق بسبب قيادة الفريق التي اسندت إلى اللاعب صالح جابر والذي اقيل وتحولت شارة القيادة إلى أحمد لمفون ولكن ذلك الموقف لم يعجب أعضاء الفريق وعندما توترت الأمور واصبحت المعادلة مستحيلة الحل فضل عبدالرحمن بن سعيد الانفصال مع مجموعة من الأعضاء احتجاجا على ما حدث وأسسوا لهم فريقاً آخر عام 1377ه والمعروف اليوم بالهلال.

ولعل ما يجهله الكثيرون بأن الشباب قد توقف نشاطه نصف عام للضائقة المالية التي تعرض لها ولكنه عاد فيما بعد منافساً قوياً لبقية فرق الرياض وفاز ببطولة دوري أندية المنطقة الوسطى إثر فوزه على الهلال عام 1380ه وحصل على ثاني كأس مقدمة من الملك سعود.

لماذا تغير شعاره إلى الأبيض والأسود؟!

٭ في الثمانينات الهجرية بدأ اسم الشباب يبرز كأقوى فرق العاصمة والكل يرغب في اللعب له وبالذات بعد حصوله على كأسي الملك سعود، وهذا ما جعل مسؤولي نادي النجمة يطالبون الانضمام إلى شباب الرياض وبالفعل فقد اتحد أعضاء الفريقين عام 1388ه تحت اسم «الشباب» ليتم تغيير شعاره إلى اللونين البرتقالي والأزرق وهو شعار النجمة وفيما بعد تغير ذلك الشعار إلى الأسود والأبيض وبقي حتى يومنا هذا.

الصاروخ والعويران أشهر نجومه

٭ للشباب مع النجوم قصص كثيرة فمنذ تأسيسه كما أسلفنا في مقدمة حديثنا وهو لا يزال يواصل تفريخ النجوم حتى أصبح نجومه مشهورين ارتفعت بهم أسهم النادي واستمر مؤشره في التصاعد نحو القمة لتتعدى شهرته خارج الحدود وتصل للدول المجاورة من خلال مشاركة لاعبيه المشهورين مع منتخب المملكة الأول وبالذات في دورات الخليج حتى أن بعض أندية الخليج طلبت من إدارة الشباب في بداية التسعينات الموافقة لها على السماح باستعارة بعض نجومه ولكنها رفضت نظراً

لحاجة الفريق لخدماتهم بالمشاركات المحلية.

وقد مر على الفريق الشبابي نجوم كثيرة نذكر أبرزها وهم في السبعينات «مبارك عبدالكريم - صالح أمان - عبدالرحمن بن سعيد - عبدالله بن أحمد - فؤاد الصائغ - حامد نقادي - علي مهدي - لطفي زكريا - ناجي خان - عبدالرحمن الموزان - فهد الدهمش - رجب خميس - أحمد لمفوف - خالد خثيلة» ومن جيل الثمانينات «عبدالرحمن السلوم - صالح عدني - نادر العيد - محمد جمعة الحربي - ترأس النادي فيما بعد عثمان باطوق - عبدالرحمن الريس - راشد الجمعان - أمين عام الاتحاد السعودي حالياً إبراهيم تحسين - محمد مغنم الصاروخ.

ومن الجيل الحالي محمد المطلق - نايف مرزوق - خالد المعجل - فهد المهلل - فؤاد أنور - سعيد العويران - عبدالله الشيحان - عبدالعزيز الخثران وغيرهم» ومن نجومه الحاليين أحمد عطيف - حسن معاذ - عبده عطيف - محمد الحمدان.

رؤساء الشباب عبر التاريخ

تولى مسؤولية إدارة النادي وتصريف أموره عدة شخصيات بارزة وحقق هؤلاء الرجال للشباب مكاسب كثيرة ودعموا ركائزه ليبقى شامخاً بين الفرق الكبيرة داخل المملكة.. ولم يكتف رؤساء النادي بهذا الدور بل نذروا أنفسهم لايصال سمعة ناديهم للخارج عبر تحقيقه للبطولات وإبراز النجوم الذهبية وبالذات في بداية التسعينيات الميلادية حتى أصبح من الروافد الرئيسية لتغذية المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها السنية ومن الشخصيات التي تعاقبت على رئاسة النادي منذ تأسيسه وحتى الآن ما يلي:

«1- عبدالرحمن بن سعيد، 2 - عبدالله عبدالعزيز أحمد، 3 - 3 سمو الأمير ماجد بن سعود، 4 - إبراهيم مدني، 5 - عبدالله التويجري، 6 - عبدالحميد حامد، 7 - الأمير فهد بن ناصر، 8 - الأمير سعد بن فيصل بن سعد، 9 - الأمير خالد بن سعد، 10 - محمد جمعة، 12 - محمد المالك، 12 - طلال آل الشيخ، 13- خالد البلطان.

وتعد فترة رئاسة سمو الأمير خالد بن سعد بالفترة الذهبية وهو الرئيس الذهبي للشباب والذي شهدت فترة رئاسته آنذاك تحقيق أغلب البطولات وأغلاها في زمن قياسي.

قصة كفاح ومثابرة مع البطولات

٭ وللشباب قصة كفاح ومثابرة مع البطولات سطرها نجومه الذين تبوأوا فيما بعد قمة هرم الكرة السعودية والعربية في سنوات متباينة حالهم كبقية نجوم الفرق الأخرى كالهلال والنصر والاتحاد.. وقد بدأ مشواره لقطف ثمار الكؤوس ومصادقة مجد البطولات بالعام 1372ه بنيله كأس الملك سعود إثر فوزه على سكة الحديد «7/صفر».

وكرر الإنجاز عام 1375ه بهزيمته لفريق الكلية الحربية. واستمر البناء الشبابي للحفاظ على تربع قمة الوسطى ليؤكد انه الأقوى والأبرز بحصوله على كأس الملك عام 1380ه، ثم واصل حصده للبطولات بإنجاز جديد بعد ثمان سنوات بتحقيق كأس الأمير فهد لشهداء فلسطين ثم عام 1394ه كأس الأمير سلمان للبر وهذه البطولات غير رسمية وهي خاصة لمدينة الرياض.

صعوده للممتاز

٭ أول بطولة رسمية حققها الفريق الشبابي كانت 1398ه لحصوله على بطولة دوري أندية الدرجة الأولى وصعوده للأندية الممتازة. وقبلها بتسع سنوات وصل لأول مرة لنهائي كأس الملك وخسره أمام الأهلي بهدف.. ولم تجعل هذه الخسارة اليأس يدب بنفوس أفراده بل شجعتهم أكثر لأن يكافحوا ويثابروا لبلوغ النهائي مرة ثانية عام 1400ه ولكن هذه المرة خسرها بنتيجة أكبر 1/3 أمام الهلال بملعب «الملز» الأمير فيصل بن فهد حالياً.

رباعية وثلاثية غير مسبوقة

٭ وكان للخسائر في النهائيات التي وصل إليها الشباب دور في بنائه وإعلان بداية ثورة التصحيح بتغيير جلد الفريق ودعمه بلاعبين من فئة الشباب والتعاقد مع مدرب قدير يملك القدرة والخبرة على صقل المواهب وتهيئتها لدخول المنافسة وتحقيق الذهب.

فكان التعاقد مع كامبوس «برازيلي» من أجل توظيف هذه المهمة وتوليف تشكيلة تحفظ للفريق ماء وجهه وقوته وتعيد له ما فقده في السنوات الماضية.

في عام 1991م بدأ الشبابيون يحصدون الذهب وبفريق لا يتثاءب طيلة الموسم «ولأنه عانق الذهب فلم ترض إدارته إلا مواصلة المشوار بنفس القوة وزيادة في الموسم التالي ولكن اللاعبين كانوا كرماء فحققوا بطولة كأس الدوري ثلاث مرات متتالية ليحتفظوا بالكأس للأبد ويقدم الشباب مجموعة ممتازة من اللاعبين أصبحوا نجوماً تتهافت عليهم الأندية والشباب حقق أربع بطولات في موسم واحد وهو إنجاز غير مسبوق وكان ذلك عام 1413ه بحصوله على بطولة الدوري وكأس سمو ولي العهد والبطولة العربية وبطولة الخليج.

نجوم لا تنسى

٭ من النجوم التي قدمها الشباب وحققت له إنجازات لا تزال حاضرة ومحفورة بالأذهان.. ويجب عدم نسيانها وهنا لابد من الإشارة إليها بشكل مقتضب هم:

  • خالد المعجل هداف الدوري المشترك عام 1402ه ب «22» هدفاً وعام 1408ه ب «12» هدفاً.

  • سعيد العويران هداف الدوري عام 1413ه ب «16» هدفاً واختير كأفضل لاعب عربي. ثم فؤاد أنور عام 1414ه.

  • فهد المهلل هداف الدوري والعرب عام 90 - 91م ب 20 هدفاً.

عقد البطولات اكتمل

وظل الشباب في خصام وتباعد مع الكأس الآسيوية للأندية أبطال الدوري والكؤوس التي ظل يبحث عنها ويحاول اصطيادها بعد أن حقق البطولات المحلية والخليجية والعربية. ولم ينجح في تحقيق اللقب الآسيوي إلا بعد 11 عاماً من مشاركته في التصفيات التي بدأها عام 1412ه وحقق الكأس عام 1423ه وقبل ذلك كان دائماً ما يصطدم بمعوقات تحول دون الوصول إلى هدفه وتحقيق مبتغاه.. أحياناً يكون قريباً منها لكن سرعان ما يلبث أن يراها بعيدة وتزداد بعداً كلما اقترب منها. ولكن هذا الجفاء والخصام الذي دام طويلاً لم يثن الشبابيين عن مواصلة ركضهم وسعيهم نحو اللقب الآسيوي وضمه إلى دولاب الخزينة الشبابية المرصعة بالعديد من الألقاب حتى نجح واستطاع إضافة هذه البطولة ليزدان بها دولاب خزينته بالكأس الجديدة والأولى على المستوى القاري لتنضم إلى شقيقاتها من الكؤوس الأخرى.

وبتلك البطولة كسر الشباب الحاجز بينه وبطولات الأندية الآسيوية بعد صراع مرير مع هذا اللقب استمر 11 عاماً.

بطولات وأرقام

٭ كأس الاتحاد 1408ه و1409ه.

٭ بطولة الدوري 1411 - 1412 - 1413ه.

٭ بطولة الخليج 1413 - 1414ه.

٭ بطولة كأس ولي العهد 1413 - 1416ه.

٭ بطولة المملكة درجة الشباب 1415ه.

٭ بطولة المملكة للناشئين عام 1419 - 1421ه.

٭ بطولة النخبة العربية 1416 - 1421ه.

٭ بطولة الأندية العربية 1413 - 1421ه.

٭ بطولة الخليج للناشئين 1421ه

شمس لا تغيب

وأخيراً سطر الشبابيون إنجازاً جديداً متجاهلين الترشيحات التي لم تنصفهم ببطولة دوري خادم الحرمين الشريفين للعام الحالي 1426ه مع رئيسهم الجديد خالد البلطان ومدربهم الجديد عبد اللطيف الحسيني.