منذ أن استأنس الإنسان الحيوانات، ووعي أهمية المراعي الطبيعية كوسط لتربيتها، وهي تعلب دوراً أساسياً في استقرار الإنسان وتأمين غذائه وكسائه وتطور حضارته، مما يؤكد على أن المراعي نعمة من الخالق إضافة إلى كونها توفر الغذاء والكساء للإنسان فإن دورها في صيانة موارد البيئة وخاصة صيانة التربة وزيادة خصوبتها وتحسين بنيتها وتنظيم المياه البالغ الأهمية وذلك أن نباتات المراعي تعمل على:

'' تقليل الأثر الميكانيكي لارتطام قطرات المطر بسطح التربة مما يؤدي إلى عدم تراصها كما تزيد النباتات من قدرة التربة على تسرب المياه نتيجة لما تخلفه الجذور من قنوات بعد تحللها وأيضاً لزيادة مسامية التربة الناجمة عن ارتفاع نسبة المادة العضوية.

'' زيادة تماسك الطبقة السطحية من التربة التي تنتشر فيها الجذور مما يقلل من انجراف التربة كما تخفض النباتات من السيلان السطحي وبالتالي يزداد تسرب الماء إلى داخل التربة إضافة إلى تقليل شدة الرياح وحماية التربة من الانجراف الريحي.

'' ترفع النباتات بعد تحلل بقاياها من نسبة المادة العضوية في التربة وتحسن بنيتها وتزيد من قدرها على الاحتفاظ بالماء إضافة إلى أن زيادة المادة العضوية في التربة يزيد من نشاط وأعداد الكائنات الدقيقة وهذا ينعكس بدوره على زيادة خصوبة التربة كما تحمي النباتات التربة من الحرارة المرتفعة.

ويقصد بالمراعي الطبيعية هي المساحات الشاسعة من الأراضي التي يكسوها غطاء نباتي يستخدم بصورة أساسية كغذاء للحيوانات.

وهناك أسباب تدهور المراعي من أبرزها:

'' الرعي الجائر

ومن مظاهره انتشار النباتات الشوكية والسامة وضعف نمو النباتات المستساغة وزيادة وانتشار الأنواع غير المستساغة وزيادة حت التربة وتعريها وظهور طبقة تحت التربة في بعض الأمكنة خاصة المرتفعة منها.

'' الاحتطاب إن اقتلاع النباتات المتخشبة واستعمالها في التدفئة وتحضير الطعام عادة من عادات البدو في أنحاء العالم وقد لعب الاحتطاب دوراً بالغاً في تدهور الغطاء النباتي، أما في المملكة العربية السعودية فبالرغم من توافر البترول والغاز الطبيعي ورخص أسعارها فإن احتطاب الأشجار والشجيرات مازال قائماً ويقدر Allard (1968) أن المساحات التي تعرى من أشجارها وشجيراتها عبر المملكة سنوياً بحوالي 120,000 هيكتار.

'' فلاحة أراضي المراعي الطبيعية:

إن استخدام الوسائل الحديثة في الزراعة والحصاد أدى في توسع الزراعة وكان على حساب المراعي الطبيعية التي كانت تمد الماشية بالغذاء اللازم لها وبهذا التوسع الزراعي قضي على أجزاء واسعة من المراعي الخصبة.

حماية المراعي:

هناك الكثير من المقترحات التي قدمها المختصون بهدف تطوير الغطاء النباتي في المراعي الطبيعية وحمايتها ومنها:

  • وقف فلاحة المراعي مهما كانت الأسباب ووضع حدود بين المراعي الطبيعية ومناطق الزراعة غير المرونة.

  • إنشاء المحميات في كل منطقة من مناطق المراعي.

  • تنظيم الرعي بصورة تكفل حماية بعض أجزاء المراعي لإعطاء الفرصة للنباتات لاستعادة قدرتها على التكاثر والتجدد.

  • تثبيت الرمال بزراعة نباتات ملائمة ومتكيفة للتربة الرملية.

  • التوعية عن طريق وسائل الإعلام المختلفة.

٭ محمد بن سليمان السويد

نائب المشرف العام لمركز

الأمير سلطان بن عبدالعزيز

البيئي بالغاط