سيطرت اجواء التوتر على الاراضي الفلسطيني كانعكاس مباشر للعملية العدوانية على سجن اريحا، حيث قتل احد جنود الاحتلال واصيب حارسان امنيان اسرائيليان في حادثين منفصلين في الضفة الغربية، في الوقت الذي اعلنت سلطات الاحتلال حالة تأهب قصوى في صفوف قواتها تحسبا لتصعيد في عمليات المقاومة الفلسطينية.
في غضون ذلك، شيع اهالي قرية خربثا المصباح جثمان الشهيد خالد عيسى عطية الهبل (19 عاما) الذي استشهد مساء اول من امس برصاص قوات الاحتلال فيما اصيب اربعة اخرون بجراح خلال كمين نصبته لهم في احد التلال القريبة.
وزعمت قوات الاحتلال انها فتحت النار على مجموعة من الشبان والفتية، بزعم انهم كانوا يرشقون دورياتها بالحجارة. وقد ترك الشاب الهبل ينزف لساعة ونصف دون السماح باقتراب سيارة الإسعاف لإنقاذه، وخلال نقله اعترضها حاجز للاحتلال عند مدخل قرية بيت سيرا المجاورة أعاق مرور سيارة الإسعاف، التي اضطرت إلى سلوك طريق ترابية وعرة، ما أدى إلى استشهاده قبل وصوله إلى المستشفى.
وكان الحادث الابرز في سلسلة الاحداث المتلاحقة في جنين حيث توغلت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وآلياته، وشنت حملة دهم وتفتيش واسعة النطاق، فيما اطبقت على مبنى في الحي الشرقي كان يتواجد فيه خمسة مقاتلين من كتائب الاقصى الجناح العسكري لحركة (فتح) وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة (الجهاد الاسلامي).
ولم يمتثل المحاصرون لمطالب قوات الاحتلال لهم بالاستسلام واشتبكوا معها، وتمكنوا من اصابة احد الجنود برصاصة في الجزء العلوي من الجسم، وقد فارق متاثرا بجراحه بعد وقت قصير حسب اعتراف المصادر الاسرائيلية.
وقد أسفرت الحملة التي استمرت عدة ساعات عن اعتقال المقاتلين الخمسة، اربعة من (كتائب الاقصى) والخامس من (سرايا القدس) بعدما هددت قوات الاحتلال بتدمير المبنى على رؤوسهم. وزعمت سلطات الاحتلال ان احد المقاتلين حاول الهرب الا انها اعتقلته.
من جهة اخرى، شنت مجموعة من رجال المقاومة صباح امس هجوما استهدف سيارة اسرائيلية جنوب نابلس على الطريق بين قرية زعترة وحاجز حوارة على مقربة من مفترق قرية قبلان، وتمكنت من اصابة اثنين من ركابها بجراح.
واعترفت سلطات الاحتلال بالهجوم وقالت انه اسفر عن اصابة حارسي امن اسرائيليين ووصفت جراحهما بانها ما بين طفيفة ومتوسطة. واثر ذلك فرضت قوات الاحتلال اغلاقا محكما على المنطقة وزجت بتعزيزات مكثفة وشنت عمليات تمشيط بحثا على المهاجمين.
ويعتبر هذا الهجوم الاول في الضفة الغربية الذي تنفذه المقاومة الفلسطينية كرد على جريمة اختطاف امين عام الجبهة الشعبية ورفاقه من سجن اريحا. حيث سبق واطلقت الجبهة الشعبية وباقي الفصائل تهديدات بالرد على هذا العدوان من خلال تصعيد هجماتها.
وجاء الهجوم بالرغم من الاجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها قوات الاحتلال من خلال تعزيز انتشارها واقامة عدد كبير من الحواجز الطيارة الى جانب عمليات الدهم لعدد كبير من القرى والبلدات، خاصة جنوب نابلس وشمال رام الله، والحواجز الدائمة على طرقات الضفة الغربية، حيث جرى احتجاز المركبات الفلسطينية واخضاع راكبيها لعمليات تفتيش دقيقية، اضافة الى تحليق كثيف للمروحيات القتالية في سماء القرى والمدن الفلسطينية.
من جهة اخرى، توغلت قوات الاحتلال فجر امس في مخيم بلاطة شرق نابلس وشنت حملة دهم اعتقلت خلالها ثلاثة مواطنين عرف منهم الشابان علي جمعة الطيراوي، وعلي إبراهيم أبو دية. كما شنت حملة دهم مماثلة في مخيم عسكر القريب دون ان يبلغ عن اعتقالات.
وفي محافطة قلقيلية، اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي عزون والنبي الياس ودهم العديد من المنازل واعتقلت الشبان مروان رشيد رضوان، ومحمد سليم عبد الله صلاح وصدام حسام حنون.
واعلنت سلطات الاحتلال انها اعتقلت في بلدة بيتونيا غرب رام الله شابين ينتميان الى حركة حماس وثالثا في قرية بيت عنان بزعم انتمائه للجبهة الديمقراطية. كما اعتقلت في بلدتي دورا وترقوميا جنوب الخليل ثلاثة مواطنين بزعم انتمائهم لحركة حماس.
وفي سياق العدوان الاسرائيلي اقتحمت شرطة الاحتلال صباح امس بقرار من وزير الأمن الداخلي العنصري جدعون عزرا، فندق (الامبسادور)، في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة ومنعت عقد مؤتمر لعدد من المنظمات الاهلية يناقش التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني.
واعتقلت الشرطة محمود جدة من قيادات الجبهة الشعبية وهاني العيساوي من الجبهة الديمقراطية ويعقوب عودة ورابع لم تعرف هويته. كما سلمت شرطة الاحتلال ادارة الفندق امرا يحظر عليهم تنظيم هذا المؤتمر بدعوى انه نشاط سياسي.
التعليقات