ازدهرت ومنذ فجر الإسلام الصناعات النسيجية في مختلف البلدان الإسلامية وذلك بسبب توفر المادة الخام كالقطن والحرير والكتان. وفي مصر كانت هذه الصناعات تحت اشراف الحكومة وخاصة في الدلتا والاسكندرية ودمياط وتينس والبهنسا والفيوم، وقد اعتنى الحكام الفاطميون بصناعة النسيج وكان يشرف على هذه الصناعات موظفون حكوميون يطلق على الواحد منهم (صاحب الطراز) وكانت هناك مصانع خاصة للطبقة الحاكمة عند الفاطميين تقوم بصناعة الجلابيب والعمائم والاحزمة والاقمصة الخاصة بهم وعليها رسومات مختلفة وكتابات بأحرف عربية كتبت بالخط الكوفي ورسومات لطيور متدابرة او متقابلة.

وفي العصر الفاطمي ازدهرت ايضاً تلك الصناعات في صقلية عندما كانت تتبع الفاطميين في القرنين الثالث والرابع الهجريين وذلك بما يشبه الصناعات الفاطمية بمصر وقد استمرت هذه الصناعات بطرزها الإسلامية في عهد النورمانديين الذين استولوا على صقلية بعد الحكم الإسلامي، بسبب قيمتها العالية.

ثم توالت صناعات الحرير والكتان في العصر الايوبي والمملوكي وخاصة صناعة الملابس والكتان والكتابة عليها بعبارات ادعية لسلاطين الايوبيين والمماليك مثل (العز الدائم) و(سعادة مؤبدة ونعمة مخلدة) بالاضافة الى زخارف نباتية وحيوانية واشكال هندسية كالمثلثات والدوائر واشكال لحيوانات كالطيور المتقابلة.

اما في المشرق الإسلامي وخاصة في العصر العباسي الثاني فقد ازدهرت تلك الصناعة عليها كتابات بالخط الكوفي وصور الفيلة والطيور ايضاً وكذلك زخارف نباتية وهذه الطرز اشتهرت عند المغول والسلاجقة في خرسان ونواحيها وفيها كثر استخدام الالوان المختلفة كالاصفر والازرق والاخضر والارجواني مع مناظر طبيعية وصور لحيوانات خرافية وصور لطرق الصيد.

ومن اشهر المدن في الصناعات النسيجية مدينة الري واصفهان ونيسابور ومرو وقزوين وشيراز والموصل وبغداد وقد استخدم السلاجقة والمغول ماء الذهب في كتابات الخط الكوفي على الملابس على اشرطة متوازية افقية.

اما في العصر العثماني فقد استقدم العثمانيون صناعة المنسوجات الإسلامية من الشرق الإسلامي الى استانبول وانقرة فغلبت الطرز التي كانت سائدة في العصر العباسي الثاني والرسومات للطبيعة بما فيها من اشجار وسحب وحيوانات خرافية وألوان مختلفة ناصعة وقوية وكذلك كتابات كوفية بماء الذهب والفضة.

اما صناعة سجاد الصلاة وسجاد المنازل فقد تعددت اشكاله وانواعه وزخارفه المختلفة وكذلك الوانه وانواع الخيوط المستخدمة فيه كالصوف والحرير والقطن وخيوط الذهب والفضة احياناً، وكلما زادت عقد السجاد زاد ثمنه وجودته وتتضمن السجاجيد المنزلية كتابات بالخط الكوفي واشكال نباتية وحيوانية هندسية ومساجد بمآذنها المختلفة واشهر السجاد الإسلامي بما فيه من زخارف جمالية السجاد الفارسي والتركي بسبب توفر المواد الخام في هذه البلاد من الحرير والكتان والصوف.

ولعل من ابرز انواع السجاد الإسلامي الإيراني اذ يمتاز بنقوشه المتعددة الالوان وبمتانة خيوطه وما فيه من زخارف واشكال نباتية وحيوانية دقيقة الصنع واشجار تحتها حيوانات مفترسة وحيوانات خرافية واشهر البلدان التي توجد فيها مصانع السجاد الإيراني اصفهان وتبريز وكرمان وهراة وشيراز ويزد.

اما السجاد التركي فيعد من اجود انواع السجاد الإسلامي بسبب جودة الصوف لتوفر المراعي وكثرة المياه لغسل الصوف وصباغته ويتميز السجاد التركي برسومات واشكال هندسية رائعة متناسقة الالوان صنعت بمهارة عالية ممزوجة بالذوق الصناعي التركي ومن اشهر السجاد التركي سجاد ازمير وقونية.

وفي الاندلس يغلب النمط الشرقي في الرسومات والاشكال وتوزيع الالوان وقد رحل الكثير من صناع السجاد من القاهرة ودمشق وبغداد وبلاد فارس الى الاندلس واشهر بلدانها في صناعة السجاد مالقة وغرناطة ومرسية.

اما في الهند فهناك السجاد ذو الطرز المغولية والسلجوقية بسبب هجرة صناعة السجاد الى الهند بعد الفتوحات الإسلامية على يد سلاطين الغزنويين والسلاجقة والمغول ويغلب على طرز صناعة السجاد الهندي الإسلامي الطرز السلجوقية والمغولية ذات الزخارف النباتية والحيوانية وألوانها المختلفة الجميلة لاغصان الاشجار.