كان رد الشيخ حسن الصفار على تقرير الخارجية الأمريكية حول الحريات الدينية رداً وافياً وشافياً وصارماً في آن واحد، وقد أوضح في رده حقيقة وقوف جميع المواطنين السعوديين ضد كل تدخل خارجي في شؤون بلادهم.
جاء رد الشيخ حسن الصفار معبراً عن رأي الكثير من اخواننا المواطنين الشيعة في هذه البلاد، والذين يراعون مصالح الوطن والطائفة الشيعية -أيضاً- في نظرتهم للأمور على المستوى البعيد.
والقارئ لتصريح الشيخ الصفار يخرج منه بالحقائق التالية:
1- إن ليس للولايات المتحدة الأمريكية أن تتحدث عن حقوق الإنسان وهي من ترعى العدوان الصهيوني المتكرر في فلسطين.
2- إن عدوان الولايات المتحدة على العراق واستمرار احتلالها له، وما رافق هذا الوضع من رعب وإرهاب وانعدام للأمن، يدل على زيف كل الشعارات التي تطرحها أمريكا حول حقوق الإنسان وانتهاك الحريات الدينية.
والمتمعن بين السطور في خطاب الشيخ يقرأ فيه تلميحاً أن اللعب في الورقة المذهبية لم ينجح في العراق، بل كان فشله واضحاً وذريعاً، ولم يجر على العراق إلا المصائب والويلات.
3- إن العرب والمسلمين يتعرضون لحالات تمييز عرقي وديني في الولايات المتحدة ذاتها.
4- تأكيد الشيخ على رفض المواطنين الشيعة اللعب بالورقة المذهبية في الوطن السعودي، وأنقل هنا كلام الشيخ بالنص لأهميته : (ويهمني أن أؤكد هنا أن المواطنين الشيعة في المملكة العربية السعودية يرفضون التدخلات الأجنبية في شؤون بلدهم، وهم جزء لا يتجزأ من وطنهم، ويرفضون استخدام اسمهم للضغط والابتزاز من قبل أي جهة أخرى).
وإذا كان الشيخ الصفار حازماً في رده ومصرحاً بوطنيته، فإنه كذلك كان واقعياً في تصريحه، حيث بين أن (وإذا كانت لديهم (المواطنين الشيعة) مشكلات فإنهم كبقية مواطنيهم يتواصلون مع حكومتهم لمعالجة هذه المشكلات) فالشيخ لم ينكر وجود بعض المشاكل، والتي لا تخلو منها أمة من أمم العالم أجمع على اختلاف هذه المشاكل، غير أنه أوضح أن حل هذه المشكلات لن يكون عن طريق الأجنبي كائناً من يكون، وأكد على ( ضرورة تفويت الفرصة على الأعداء والطامعين بترسيخ الوحدة الوطنية ومعالجة الثغرات ونقاط الضعف، وأن يأخذ الحوار الوطني مساره الحقيقي في تفعيل الإقرار بالتعددية المذهبية التي أقرتها توصياته، وعدم إتاحة المجال لأي ممارسات و إثارات طائفية لا يستفيد منها إلا الأعداء ) .
حقيقة أنا معجب جداً بكلام هذا الشيخ الجليل، الذي ضرب درساً مجانياً في الوطنية والأخلاق والحصافة السياسية في تصريحه الأخير .
إن المواطن الشيعي هو شريك لأخيه السني في هذه البلاد، يتساوى وإياه في الحقوق والواجبات، ويشترك معه في مصلحة الحفاظ على هذا الوطن موحداً و قوياً كما كان وكما سيكون إن شاء الله .
إن المواطنة حق، ولا يقلل من هذا الحق الصريح اختلاف مذهبي أو إقليمي أو قبلي، فالكل متساوون أمام القانون، وإذا كانت هناك تجاوزات حصلت في الماضيين القريب والبعيد، فلابد من التسليم بأن دولتنا مازالت حديثة نسبة إلى غيرها من الدول الأخرى، كما أن ثقافة التعدد والاختلاف والذوبان في مفهوم الوطن مازالت حتى الآن - ربما - مفهوماً جديداً على عقلية بعض السعوديين.
لقد كان الحوار الوطني -بتقديري- بداية حقيقية ومنذ جلسته الأولى لنشر هذه المفاهيم ومن ثم تطبيقها كما يجب أن يكون على أرض الواقع.
إن الغلو والتطرف والتعصب المذهبي ليسو إلا سماً ينخر في الجسد السعودي، وقد وصف سمو ولي العهد العلاج والترياق في كلمته للمواطنين بمناسبة إعلان موافقة خادم الحرمين على قيام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بقوله: (وان شعبنا السعودي لا يرضى بديلا عن الوسطية المعتدلة التي ترفض الغلو والتعصب بقدر ما ترفض الانحلال والإباحية) .
لابد أن نعترف أننا والعالم كله يمر في وقت عصيب نتيجة للأحادية القطبية الحالية، كما أن المتربصين في هذه البلاد كثر، وهم لن يفرطوا في أي ورقة يستغلونها في سبيل زعزعة هذا الكيان الشامخ، وفي ظل موجة الإرهاب الحالية، فلا ورقة لهم يلعبون بها، أفضل من ورقة التعصب الديني و التطرف المذهبي.
إن نتائج اللقاءات الوطنية الأربعة هي في واقع الأمر طوق نجاة لنا في هذا البحر المتلاطم الأمواج، والمرحلة والمصلحة وطبيعة الأمور تقتضي التعجيل بتطبيق توصيات اللقاءات في أسرع وقت ممكن.
إن الغلاة والمتطرفين لن يرضوا بتطبيق مثل هذا الفكر المستنير، وسيقاومونه بكل الطرق، هذا صحيح، وهذا هو ديدن الغلاة في كل زمان وفي كل حين، غير أن للحزم مكانه في مثل هذه الحالة، فما جر علينا تسامحنا مع التطرف إلا كل ويل وثبور، وبمناسبة الحديث عن التطرف، فليت تقرير وزارة الخارجية الأمريكية تحدث لنا عن أثر الجهاد ضد السوفييت في أفغانستان - والذي كانت تدعمه الولايات المتحدة بكل قوتها- على تطرف بعض أبنائنا في الوقت الحالي، والذين كان ثمن تطرفهم باهظا علينا بشكل لا يخفى على أصدقائنا الأمريكيين!
لقد اخترنا في وقت سابق أن نكون أصدقاء لأمريكا، غير أن بعض الأصوات الأمريكية كما نشاهد حالياً تريد أن تضع حداً لهذه الصداقة الطويلة المدى، متجاهلة كون السعودية ثقلا سياسيا ودينيا واقتصاديا، قد يكون له في اختيار أصدقائه خيارات أخرى متى ما استلزمت الظروف مثل هذا الخيار، لا أقول هذا الكلام بسبب تقرير وزارة الخارجية الأمريكية، ولكن أقوله بسبب الأصوات المتطرفة التي أخذت تزايد في حملتها الانتخابية على الوطن السعودي.
لقد تناسى ساسة أمريكا وكما هي عادتهم كل مواقفنا السابقة معهم، وجعلوا من أبراج نيويورك قميصاً لعثمان لا أدري كيف تسرب إلى ثقافتهم، ولكن لماذا العجب؟ فقد علمتنا التجارب أن أمريكا التي نحب ثقافتها في داخل حدودها الإقليمية، تتحول إلى وحش كاسر في خارج حدود هذا الإقليم، فسيادة القانون في الداخل، تتحول إلى تجاهل لكل ماهو شرعي في الخارج، وقيمة الإنسان في الداخل تتحول إلى تحطيم لكل ماهو إنساني في الخارج، هذه هي أمريكا، كما عرفتها.
إن بلادنا مهددة، ويجب علينا أن نقف صفاً واحداً تجاه مثل هذا التهديد، لقد كان رهان بعض العراقيين على التدخل الخارجي رهاناً خاسراً بكل معنى الكلمة، فتحت ظل هذا التدخل احتلت البلاد، واستعبد العباد، ومازال العراق مهدداً بحرب أهلية تأكل الأخضر واليابس في أي وقت.
الوحدة والتلاحم هو خيارنا الوحيد حكومة وشعباً، فهذا الوطن ولد ليبقى، رغم كل المصاعب والتهديدات.
1
ابراهيم اسماعيل
2004-11-22 03:57:00الأخ الفارس الضرغام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تعليق لدي هنا، إلا ما أسلفت، لثلاثة أسباب.
الأول: أنا لست بعالم فأجتهد في مقابل اجتهاد العلماء الذين قمت بنقل أقوالهم؛
الثاني: ليس العلماء الذين نقلت عنهم معي الآن في حوار فأتحاور معهم بما افهم فاقتنع منهم أو يقتنعوا مني!
الثالث: ليس هذا المنتدى للحوار بين المذاهب ولا توجد آليات للتحكم فيه والخروج بنتائج مرجوة.
عليه، سأكتفي بطرح بعض الأسئلة التي أثارها تعليقك مرتبة قدر الإمكان على ما جاء في التعليق واترك الإجابة عليها للقارئ اللبيب:
1. ما معنى \"قد يكون...\"، \"فمن الممكن...\"، \"فإن كان ... وإن كان...\"، \"من المحتمل...\" والتي وردت في تعليقك؟ وهل تفيد هذه الكلمات الاطمئنان القلبي بالنتيجة التي تأتي بعدها؟ أم أنها كلمات تحليل اجتهادي قد يخطئ وقد يصيب؟
2. من هم العلماء المقصودين في قول: \"..::[[ قال العلماء الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها\" الذي تضمنه التعليق؟ وما هو الدليل من القرآن والسنة النبوية على هذه المقولة؟ وهل اقوال هؤلاء العلماء ملزمة لكل من شهد الشهادتين كما يلزمنا القرآن الكريم والحديث الشريف؟ وهل هذه الأدلة ممن يجب تأويلها أيضا؟
3. جاء في التعليق المنقول: \"...قول معاوية هذا يدل على أن بني أمية كانوا يسبون علياً وينتقصونه لاعتقادهم أنه أعان على قتل عثمان وأنه كان متمكناً من نصرته وكـــل ذلك ظن كاذب وتأويل باطل غطى التعصب فيه وجه الصواب وحاشاه من ذلك...\" وجاء أيضا: \"...وأما ما ذكروا أن علياً _ رضي الله عنه _ منع من أن يقتص من قاتله فأقوال كاذبة
والتصريح بالسب وقبيح القول إنما كان يفعله جهال بني أمية وسفلتهم
وأمـــا معاوية فحاشاه من ذلك...\"، فهل كُفر من سب عليا ممن أُطلق عليهم\"جهال بني امية وسفلتهم\" أو هل قُرّعوا ليعودوا عن فعلتهم؟ أم استمر هذا العمل كسنة متبعة في صلاة يوم الجمعة إلى آن حكم خامس الخلفاء الراشدين العادل عمر بن عبد العزيز الذي استبدل ذلك بالآية الكريمة: \" إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90)\"، النحل؟
4. ما هو السبب الذي جعل ضرار يطلب من معاوية إعفاءه من وصف علي إذا كان ضرار مطمئنا أن الوصف الذي سيقوله في مدح علي لن يزعج معاوية كونه \"معترفاً بفضل علي وعظيم قدره. ]]::..\"؟
5. ماذا نستنتج من قول فاخته بنت قرظة، زوج معاوية، عندما سألته: \"أنت بالأمس تطعن فيه، واليوم تبكي عليه؟ \"؟
6. من الحاكم وما المقصود بالحكم في هذا الحديث: \"(إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ، فله أجر) \"؟ وهل كل الصحابة حكام يحق لهم الاجتهاد وتقرير القيام بحرب كل حسب رأيه مع وجود خليفة للمسلمين بينهم؟ وهل علماء المسلمين في الوقت الحاضر حكام ويصح منهم ما صح من الصحابة؟
7. إذا اجتهد حاكم حسب الإجابة على سؤال رقم 6 فأخطأ، هل ينظر إليه على انه مصيب لا يجوز القول له أو عنه بأنه اخطأ ليقوم خصوصا إذا صدر ذلك ممن هم في مرتبة الاجتهاد القادرين على استنباط ذلك الحكم من مصادره؟ وهل من اجتهد فقال ذلك في حق المجتهد الأول يخرج من الملة؟
8. هل يجوز الاجتهاد في مقابل النص الصريح من القرآن الكريم أو السنة المطهرة؟
9. ما معنى \"الفئة الباغية\" التي وردت في الحديث عن خاتمة عمار بن ياسر والذي نقلته لنا مشكورا: \"(ويح عمارا تقتله الفئة الباغية)\"، وما حكم من خرج على إمام المسلمين الجامع للشرائط؟
10. هل قراءة التأريخ وما جرى للمسلمين الأوائل وما بدر منهم وعليهم لمعرفة مواقفهم فيه تجنى على الصحابة؟ أم فيه الدروس والعبر التي نستطيع أن نستخلصها منهم كسلف صالح لنا مسلمي هذا العصر؟
11. هل يحق للبعض منا نحن المتأخرين أن يحتكر الحقيقة المطلقة التي كانت محل اجتهاد البعض التي منها مخطئ ومنها مصيب بعيد وفات الحبيب المصطفى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟
اكتفي بهذه الأسئلة للتفكر والتدبر دون انتظار أجوبة عليها،
وشكرا لمحاولاتك المتكررة...
ابراهيم
2
الفارس الضرغام
2004-11-21 05:44:00في هذا الرد المختصر إيراد لكلام أهل العلم لماورد في حديث سعد بن أبي وقاص :
( مالك ألا تسب ابا التراب ) .
وكان الواجب أن نكمل هذا ببيان ما يفهمه ويعتقده البعض في قوله صلى الله عليه وسلم :
(أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبوة بعدي ) .
وبيان كلام أهل العلم وعقيدة أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة والأحاديث الواردة في ذلك .
ولكن لعله يكون في الوقت سعه لنعود لهذا متى ماتيسر ..!
وعلينا عند الإختلاف والتنازع أن نعودللكتاب والسنة وكلام أهل العلم ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء )
..::[[ قال الإمام _ وفقه الله _ : مذهب أفاضل العلماء أن ما وقع من الأحاديث القادحة في حديث عدالة بعض الصحابة والمضيفة إليهم مالا يليق بهم فإنها ترد ولا تقبل إذا كان رواتها غير ثقات
فإن أحب بعض العلماء تأويلها قطعاً للشغب نزل وراح
وإن رواها الثقات تأولت على الوجه اللائق بهم إذا أمكن التأويل
ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله
ولا بد أن يتأول قول معاوية هذا
فنقول : ليس فيه تصريح بأنه أمره بسبه وإنما سأله عن السبب المانع له من السب
وقد سئل عن مثل هذا السؤال من يستجيز سب المسؤول عنه [ وسئل عنه ] من لا يستخبره .
فقد يكون معاوية رأى سعداً بين قوم يسبونه ولا يمكن الإنكار عليهم
فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب ليستخرج منه مثل ما استخرج مما حكاه عن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فيكون له حجة على من سبه ممن ينضاف إليه من غوغاء جنده فيحصل على المراد على لسان غيره من الصحابه ولو لم يسلك هذا المسلك وحملناه عليه أنه قصد ضد هذا مما يثيره عنه الموجدة ويقع في حين الحنق لأمكن أن يريد السب الذي هو بمعنى التغيير للمذهب والرأي
وقد سمي ذلك في العرف سباً ويقال في فرقة : إنها تسب أخرى إذا سمع منهم أنهم أخطؤوا في مذاهبهم وحادوا عن الصواب وأكثروا من التشنيع عليهم
فمن الممكن أن يريد معاوية من سعد بقوله : (( ما منعك أن تسب أبا تراب )) أي يظهر للناس خطأه في رأيه وأن رأينا ما نحن عليه أشد وأصوب .
هذا مما لا يمكن أحد أن يمنع من احتمال قوله له
وقد ذكرنا ما يمكن أن يحمل قوله عليه ورأيه فيه جميل أو غير جميل في هذين الجوابين .
فمثل هذا المعنى ينبغي أن يسلك فيما وقع في أمثال هذا . ]]::..
شرح صحيح مسلم للقاضي عياض المسمى : إكمال المعلم بفوائد مسلم
( 7/ 415_416 )
..::[[ قال العلماء الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دخل على صحابي يجب تأويلها
قالوا ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله
فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه وإنما سأله عن السب المانع له من السب
كأنه يقول : هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك
فإن كان تورعاً واجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن
وإن كان غير ذلك فله جواب آخر ولعل سعداً قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال
قالوا ويحتمل تأويلاً آخر : أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ .]]::..
شرح صحيح مسلم للإمام النووي ( 15-16 / 185_186)
..[[ قول معاوية هذا يدل على أن بني أمية كانوا يسبون علياً وينتقصونه لاعتقادهم أنه أعان على قتل عثمان وأنه كان متمكناً من نصرته وكـــل ذلك ظن كاذب وتأويل باطل غطى التعصب فيه وجه الصواب وحاشاه من ذلك
وقد أقسم أنه لم يفعل شيئاً من ذلك وأما ترك نصرته فعثمان _ رضي الله عنه _ أسلم نفسه ومنع من نصرته
وأما ما ذكروا أن علياً _ رضي الله عنه _ منع من أن يقتص من قاتله فأقوال كاذبة
والتصريح بالسب وقبيح القول إنمــــا كان يفعله جهـــال بني أمية وسفلتهم
وأمـــا معاوية فحاشاه من ذلك لما كان عليه من الصحبة والدين والفضل وكرم الأخلاق
ومــا يذكر عنه من ذلك فكذب وأصح ما في ذلك قوله لسعد هذا وتأويله ما ذكره عياض وقد كان معاوية معترفاً بفضل علي وعظيم قدره . ]]::..
شرح صحيح مسلم للإمام أبي عبدالله الأبيّ المسمى بـ : إكمال إكمال المعلم ومعه مكمل إكمال المعلم للسنوسي
(6 / 224)
..::[[ ذكر ابن عبد البر باسناده إلى ضرار لعدوي وقال له معاوية :
صف لي علياً يا ضرار فقال : اعفني يا أمير المؤمنين فقال : لا بد فقال : أما اذ ولا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلاً ويحكم عدلاً
يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس بالليل ووحشته
وكان غزيز الدمع الدمعة طويل الفكرة يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن
وكان بيننا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويفتينا إذا إذا استفتيناه
ونحن مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له يعظم أهل الدين ويقرب المساكين
لا يطمع الفوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله
وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضاً على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول يا دنيا غري غيري الى تعرضت أم الى تشوفت هيهات هيهات قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيها
فعمرك قصير وخطرك قليل آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق
فبكـــى معاوية وقال رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك كيف حزنك عليه ياضرار قال حزن من ذبح ولدها في حجرها وهذا من معاوية يدل على معرفته بفضل علي وعظيم حقه ومنزلته ]]::..
شرح صحيح مسلم للإمام أبي عبدالله الأبيّ المسمى بـ : إكمال إكمال المعلم ومعه مكمل إكمال المعلم للسنوسي
(6/222-223)
و نقل ابن كثير في تاريخه عن جرير عن مغيرة قال: لما جاء نعي علي -رضي الله عنه- إلى معاوية وهو نائم مع امرأته فاخته بنت قرظة في يوم صالف، جلس وهو يقول:
إنا لله وإنا إليه راجعون, وجعل يبكي. فقالت له فاخته:
أنت بالأمس تطعن فيه، واليوم تبكي عليه؟ فقال: ويحك إنما أبكي لما فقد الناس من حلمه وعلمه وفضله وسوابقه وخيره.
يقول ابن تيمية _ رحمه الله _ في كتابه العقيدة الواسطية مبيناً مذهب أهل السنة والجماعة فيما شجر بين الصحابة :
..::[[ ويمسكون عما شجر بين الصحابة. ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغيره عن وجهه. والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون ]]::..
يقول شيخنا ابن عثيمين _ رحمه الله _ في كتابه شرح العقيدة الواسطية (2/285-286-287-288) :
..::[[ فالصحابة رضي الله عنهم وقعت بينهم بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه نزاعات، واشتد الأمر بعد مقتل عثمان، فوقع بينهم ما وقع، مما أدي إلي القتال.
وهذه القضايا مشهورة، وقد وقعت بلا شك عن تأويل واجتهاد كل منهم يظن أنه على حق، ولا يمكن أن نقول: إن عائشة والزبير بن العوام قاتلا علياً رضي الله عنهم أجمعين وهم يعتقدون أنهم على باطل، وأن عليا على حق.
واعتقادهم أنهم على حق لا يستلزم أن يكونوا قد أصابوا الحق.
ولكن إذا كانوا مخطئين، ونحن نعلم أنهم لن يقدموا على هذا الأمر إلا عن اجتهاد، فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ، فله أجر) ، فنقول: هم مخطئون مجتهدون، فلهم أجر واحد.
• فهذا الذي حصل موقفنا نحن منه له جهتان:
الجهة الأولي: الحكم على الفاعل.
والجهة الثانية: موقفنا من الفاعل.
_ أما الحكم على الفاعل، فقد سبق، وأن ما ندين الله به أن ما جري بينهم، فهو صادر عن اجتهاد، والاجتهاد إذا وقع فيه الخطأ، فصاحبه معذور مغفور له.
- وأما موقفنا من الفاعل، فالواجب علينا الإمساك عما شجر بينهم لماذا نتخذ من فعل هؤلاء مجالاً للسب والشتم والوقيعة فيهم والبغضاء بيننا، ونحن في فعلنا هذا إما آثمون وإما سالمون ولسنا غانمين أبدا.
• فالواجب علينا تجاه هذه الأمور أن نسكت عما جري بين الصحابة وأن لا نطالع الأخبار أو التأريخ في هذه الأمور، إلا المراجعة للضرورة. ]]::..
ثم قال ابن عثيمين _ رحمه الله _ :
..::[[ قسم المؤلف الآثار المروية في مساويهم ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما هو كذب محض لم يقع منهم، وهذا يوجد كثيراً فيما يرويه النواصب في آل البيت وما يرويه الروافض في غير آل البيت.
القسم الثاني: شيء له أصل، ولكن زيد فيه ونقص وغير عن وجهه.
وهذان القسمان كلاهما يجب رده.
القسم الثالث: ما هو صحيح، فماذا نقول فيه؟ بينه المؤلف بقوله:
• [ والصحيح منه هم فيه معذورون: إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون ] .
• والمجتهد إن أصاب، فله أجران، وإن أخطأ،فله أجر واحد، لقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم : (إذا حكم الحاكم، فاجتهد، ثم أصاب، فله أجران، وإذا حكم، فاجتهد، ثم أخطأ فله أجر)
• فما جري بين معاوية وعلى رضي الله عنهما صادر عن اجتهاد وتأويل.
لكن لا شك أن عليا أقرب إلي الصواب فيه من معاوية، بل قد نكاد نجزم بصوابه، إلا إن معاوية كان مجتهداً.
• ويدل على أن عليا أقرب إلي الصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ويح عمارا تقتله الفئة الباغية) ، فكان الذي قتله أصحاب معاوية، وبهذا عرفنا أنها فئة باغية خارجة على الإمام، لكنهم متأولون، والصواب مع على إما قطعناً وإما ظناً ]]::..
وقال شيخنا صالح الفوزان _ حفظه الله _ في كتابه شرح العقيدة الواسطية عند كلام ابن تيمية السابق (202-203-204) :
..::[[ بين الشيخ ـ رحمه الله ـ في هذا:
أولًاَ: موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة وأهل البيت وأنه موقف الاعتدال والوسط بين الإفراط والتفريط والغلو والجفاء، يتولون جميع المؤمنين لا سيما السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ويتولون أهل البيت. يعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومناقبهم ويرعون حقوق أهل البيت التي شرعها الله لهم.
(ويتبرؤون من طريقة الروافض) الذين يسبون الصحابة ويطعنون فيهم. ويغلون في حق علي بن أبي طالب وأهل البيت. (ومن طريقة النواصب) الذين ينصبون العدواة لأهل البيت ويكفرونهم ويطعنون فيهم، وقد سبق بيان مذهب أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت، ولكن الغرض من ذكره هنا مقارنته بالمذاهب المنحرفة المخالفة له.
ثانيًا: بين الشيخ ـ رحمه الله ـ موقف أهل السنة والجماعة من الاختلاف الذي وقع بين الصحابة في وقت الفتنة والحروب التي حصلت بينهم. وموقفهم مما ينسب إلى الصحابة من مساوئ ومثالب اتخذها أعداء الله سببًا للوقيعة فيهم والنيل منهم، كما حصل من بعض المتأخرين والكتاب العصريين الذين جعلوا أنفسهم حكمًا بين أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فصوبوا وخطؤوا بلا دليل، بل باتباع الهوى وتقليد المغرضين الذين يحاولون الدس على المسلمين بتشكيكهم بتاريخهم المجيد وسلفهم الصالح الذين هم خير القرون، لينفذوا من ذلك إلى الطعن في الإسلام وتفريق كلمة المسلمين.
وما أحسن ما ذكره الشيخ هنا من تجلية الحق وإيضًاح الحقيقة فقد ذكر أن موقف أهل السنة مما نسب إلى الصحابة وما شجر بينهم، أي: تنازعوا فيه. يتلخص في أمرين:
الأمر الأول: أنهم (يمسكون عما شجر بين الصحابة) أي: يكفون عن البحث فيه ولا يخوضون فيها لما في إلخوض في ذلك من توليد الإحن والحقد على أصحاب ـ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك من أعظم الذنوب، فطريق السلامة هو السكوت عن ذلك وعدم التحدث به.
الأمر الثاني: الاعتذار عن الآثار المروية في مساويهم لأن في ذلك دفاعًا عنهم وردًا لكيد أعدائهم، وقد ذكر أن جملة الاعتذارات تتلخص فيما يلي:
1 ـ [هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو كذب] قد افتراه أعداؤهم ليشوهوا سمعتهم كما تفعله الرافضة قبحهم الله. والكذب لا يلتفت إليه.
2 ـ هذه المساوئ المروية
[منها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه الصحيح] ودخله الكذب فهو محرف لا يعتمد عليه. لأن فضل الصحابة معلوم وعدالتهم متيقنة، فلا يترك المعلوم المتيقن لأمر محرف مشكوك فيه.
3 ـ [والصحيح منه]
أي: من هذه الآثار المروية [هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون]
فهو من موارد الاجتهاد التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد.
لما في الصحيحين عن أبي هريرة وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ: أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران. وإن اجتهد وأخطأ فله أجر واحد)
رواه البخاري (7352) ومسلم (1716) عن عمرو بن العاص.
4 ـ أنهم بشر يجوز على أفرادهم ما يجوز على البشر من الخطأ فأهل السنة:
[لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة]
لكن ما يقع منهم من ذلك فله مكفرات عديدة ... إلى نهاية كلامه حفظه الله ]]::..
وقال شيخنا عبدالله ابن جبرين _ حفظه الله _ في كتابه التعليقات الزكية على العقيدة الواسطية (2/239-240):
..::[[ من طريقة أهل السنة والجماعة أنه يتوقفون عما شجر بين الصحابة ويقولون : الحكم بينهم عند الله تعالى .
فما حصل بينهم من القتال كوقعة الجمل وصفين نقول في ذلك كما قال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه : تلك دماء طهر الله منها أسيافنا أفلا نطهر منها ألسنتنا ؟
فنحن نقول : الله هو الذي يحكم بينهم فلا نتدخل
ونعتقد أن كلاً منهم مجتهد
فعائشة وطلحة ومن معهم في وقعة الجمل كانوا يطالبون بقتلة عثمان ويرون أن بيعة على لم تنعقد حتى يأتي بهؤلاء الثوار الذين قتلوا الخليفة الشرعي
وعلي يطالب بالطاعة والدخول في الولاية لأنه هو الإمام العام .
وهكذا في موقعة صفين أهل الشام يطلبون منه أن يسلم إليهم قتلة عثمان لأن معاوية وبني أمية كانوا يرون أنهم أولياء دم عثمان
أما علي رضي الله عنه فكان يقول : لا أقدر على أن أسلمهم حتى تبايعوني وتجتمع الكلمة فإذا اجتمعت الكلمة فهنالك نطلبهم ونقتلهم أفراداًَ ولا نبقي منهم أحداً
ولكن لما لم يتم هذا حصل ما حصل نتيجة هذا الإجتهاد الذي كان من الطرفين
ولذلك فنحن نتوقف فيما شجر بين الصحابة ولا نصدق أيضاً ما تناقله الروافض والنواصب من المثالب والمعائب التي يقدحون بها في الصحابة ويسبونهم بها .
فهذه المثالب الموجودة في كتب الروافض كب صريح فإن الروافض قوم لا خلاق لهم ولا يتحاشون من الأكاذيب ولذلك فإن كتبهم ملأى بالكذب .
وهناك مما يروونه ماله أصل ولكنهم يزيدون فيه ويحرفون الكلم عن مواضعه حتى ينفون عن صاحب القصة أي مقصد صحيح فتروى القصة على غير حقيقتها .
فما حصل بين الصحابة من قتال وحروب فإنهم معذورون فيه لأنهم مجتهدون والمجتهد معذور إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر الإجتهاد وخطؤه مغفور له .
هذه عقيدة أهل السنة فيما شجر بين الصحابة وعقيدة أهل السنة والجماعة فيما يرويه الرافضة والنواصب من المثالب والمعايب التي يطعنون بها في عدالة الصحابة والتي يعتقدون أنهم لأجلها قد ارتدوا ]]::..
3
ابراهيم اسماعيل
2004-10-14 16:35:00الله يسامح يالفارس الضرغام.... أدعو لي ولك ولكافة المسلمين بالهداية وبدلا من أن ترد التحية بأحسن منها أو تردها، تتسرع باتهامي بالكذب والافتراء!!! أهذه عين الصواب في الحوار حول نقاط تاريخية يختلف عليها الكثير نتيجة لوجود ما يثبتها حسب وجهة نظر طرف وما لا يثبتها حسب وجهة نظر طرف آخر!!!؟
عموما ..... ليس من طبعي أن أخوض في متاهات التأريخ لكي اثبت صحة أو خطأ حدث ما لأن ذلك ليس من مسؤولياتي إلا إذا ابتليت بها؛ ذلك لأنني اقرأ التأريخ لاستخلص منه الدروس والعبر التي تنفعني في حياتي ومماتي وتساعدني لفهم حاضري والتخطيط لمستقبلي ومستقبل الأجيال القادمة، التي اسأل الله ألعلي القدير أن يهيئ لها الأجواء الصالحة لتعيش مع بعضها في محبة ووئام وامن وسلام! لكن نزولا عند رغبتك في إثبات ما تطرقت إليه في التعليق السابق، أنصحك لوجه الله سبحانه، بأن تقرأ كتب السيرة والتأريخ لتكتشف بنفسك مَن مِن الصحابة سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه ورضي عنه وصلى وسلم عليه) وكم امتدت فترة السب هذه ومن هو الخليفة الذي نهى عن هذا المنكر الذي تحول بمرور السنين إلى "سنة" متبعة والعياذ بالله؛ ولتعرف أيضا من منهم ذهب ابعد من ذلك فحمل السيف ليقاتله في ثلاث حروب رغم وجود آية المودة في القربى!!!
من جانبي سأريحك بإيراد حديث واحد أرجو منك التمعن فيه والتدبر في سياق كلماته؛ وهو من صحيح مسلم، طباعة دار الكتب العلمية، بيروت لبنان، الجزء الثاني، "باب من فضائل علي بن آبي طالب رضي الله عنه"، وسط الصفحة 360 بعد ذكر أحاديث عن منزلة الإمام علي عليه السلام.
إليك نص الحديث:
"حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد (وتقاربا في اللفظ) قالا حدثنا حاتم (وهو ابن اسماعيل) عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن اسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي" انتهى نص الحديث.
لتعم الفائدة إليكم تكملة هذه الآية (وهي ما تعرف بآية المباهلة مع نصارى نجران)... وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (61)، آل عمران)! وقد جاء في تفسير هذه الآية في تفسير الجلالين صفحة 77 أن من اخرج معه الرسول (ص) ليباهل بهم هم: "الحسن والحسين وفاطمة وعلي".
إذا المفهوم من الآية بـ"أبناءنا" هم الحسن والحسين و"نساءنا" هم فاطمة و"أنفسنا" هم علي!!! ترى ماذا يجب أن يكون موقف المسلمين ممن يسب نفس الرسول ويقاتله؟!!!! هل نعتبر ذلك العمل مجرد "هفوة" من صحابي؛ و"نكفر" من يعتقد بخطأ هذه "الهفوة"؟!!! إنها مجرد أسئلة للتفكر ليس إلا.
الآن أخي الفارس الضرغام: هل أنا كذبت وافتريت مع وجود هذا الحديث في صحيح مسلم؟!
رمضان كريم، وكل عام وجميع المسلمين بخير وعافية وقد غمرتهم المحبة المتبادلة ولفهم الأمن والأمان وحل بربوعهم السلام ورجع لهم ما سلب من حقوق هنا وهناك.
ابراهيم
4
الفارس الضرغام
2004-10-12 06:15:00تقول : [ ... لكننا نجد أن بعض الصحابة (بدون تخصيص لكي لا يفهم منه التشهير) خالفوا نص الآية وسنوا سبه ولعنه .. ] .
أثبت لنا صحة ما قلت ..!
وللأسف الذين أزعجهم ما نقلته من عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وموقف بعض الطوائف حولهم أينهم من هذه الفرية على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..!
يقول الإمام أبو نعيم رحمه الله : ( فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم ويحفظ عليهم ما يكون منهم حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه ) .
ويقول أيضا : ( لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين ) .
وقال ابو نعيم رحمه الله : ( فالإمساك عن ذكر اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر زللهم ، ونشر محاسنهم ومناقبهم ، وصرف أمورهم إلى اجمل الوجوه ، من أمارات المؤمنين المتبعين لهم بإحسان ، الذين مدحهم الله عز وجل بقوله :
[ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ] ) .
5
مسعود البوشي
2004-10-12 02:02:00افضل الحلول لتقريب المسلمين من بعض هو ان يراجع الشيعة الكثير من اقوالهم و مناقشتها منطقيا و مقارنتها بروح الاسلام و من هذه الاقوال:
1- خيانة العدد الكبير من الصحابة و ضلالهم بعد وفاة الرسول صىل الله عليه و سلم
2- ان عليا رضي الله عنه يرزق الخلائق
3-ان الائمة( الاثني عشر) رضي الله عنهم يحاسبون الخلائق يوم القيامة
4- ان الائمة هم اعلى مقاما من الانبياء
.....
الخ
فمثل هذه الاقوال لا تجعل مكانا للحوار...فكيف احاور رجلا يقول مثلا ان عليا يرزق العباد او ان عليا و بقية الائمة يحاسبون الناس يوم القيامة و انهم اعلى مقاما من ابراهيم و موسى عليهما السلام و انا ارى في القرأن ذكرهما و اسميهما يترددان في عشرات المواضع بينما لم يذكر احد من الائمة نهائيا في القرأن بشكل صريح! هذا ان اتفقنا ان الشيعة لا يؤمنون بأن هناك ايات محذوفة من القران!
ترون ان الموضوع شائك و كله في يد الشيعة الذين و حدهم بامكانهم ان يسدوا الخلل و يرأبوا الصدع...و لا يستطيع اهل السنة و الجماعة ان يقدموا شيئا........و اكثر ما يمكن ان يقولوه انهم يتركون من خاصم عليا لله عز و جل ليحاكمه يوم القيامة فليس لمسلم ان يقيم اخر او ان يطلق عليه احكاما و خاصة ان توفي ذلك المسلم قبل اكثر من الف عام
6
ابراهيم اسماعيل
2004-10-02 22:17:00دعوات صادقة من قلب عامر بحب الله الواحد الأحد، وحب نبيه المصطفى الأمجد (ص)، وحب أهل بيته الطيبين وصحابته المنتجبين، دعوات لله أن يجزيك خيرا يا أخ علي الجهنى على ما نفثت روحك من كلمات هنا تنم عن حرص على وحدة الأمة وسلامة الوطن ونصرة الدين، وتقابلها دعوات أخرى لي وللأخ الفارس الضرغام ولكافة المسلمين بالهداية والتوفيق لما يحب الله ويرضى، انه سميع مجيب.
القارئ للقران الكريم، المتدبر لآياته، والمراجع لكتب التفسير والحديث، والمتصفح لكتب التأريخ يجد أن الله سبحانه وتعالى انزل في كتابه المجيد آية تأمرنا بحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وعليهم أجمعين؛ قال تعالى: \".. قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ\" (23)، الشورى؛ وباتفاق المسلمين إن عليا بن أبي طالب (عليه السلام) من قرابة النبي (ص) الذين تشملهم هذه الآية، لكننا نجد أن بعض الصحابة (بدون تخصيص لكي لا يفهم منه التشهير) خالفوا نص الآية وسنوا سبه ولعنه (والعياذ بالله) كل يوم جمعة بعد الصلاة قرابة سبعين عاما إلى أن ولي الخلافة عمر بن عبد العزيز (رض) ومنع ذلك واستبدل السب بالآية \" إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ\" (90)، النحل.
فلنأخذ من التأريخ ما يؤلف بين القلوب ويجمع الصف ويوحد الكلمة في الحاضر المعاش لنبني مستقبلا زاهرا لنا ولأبنائنا وأحفادنا والى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأما الحكم على الناس بالإيمان والورع والتقوى من عدمه، فدعونا نكله إلى علام الغيوب الذي لا تخفى عليه سرائرنا جميعا والذي إليه المصير يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فإن شاء غفر، وهو الغفور الرحيم، وإن شاء عذب، وهو العدل الذي لا يظلم أحدا من العالمين؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ابراهيم
7
الفارس الضرغام
2004-10-02 05:20:00يقول الإمام الطحاوي _ رحمه الله _ في كتابه العقيدة الطحاوية :
( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحد منهم ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم. ولا نذكرهم إلا بخير وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان.
ونثبت الخلافة بعد رسو ل الله صلى الله عليه وسلم أولا لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، تفضيلا له وتقديما على جميع الأمة، ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم لعثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم لعي بن أبي طالب رضي الله عنه. وهو الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون.
وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشرهم بالجنة نشهد لهم بالجنة، على ما شهد لهم رسو ل الله صلى الله عليه وسلم وقوله الحق، وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح، وهو أمين هذه الأمة، رضي الله عنهم أجمعين.
ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق ) .
8
الفارس الضرغام
2004-10-02 05:16:00حراسة العقيدة كتيب ثمين لفضيلة الشيخ الدكتور / ناصر العقل
أوصي المهتمين بقراءته ..!
وهنا أنقل بعض كلامه لعل البعض يدركها جيداً ..!
يقول _ حفظه الله _ :
( اختلف الصحابة – رضي الله عنهم – بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسائل مهمة وأمور وأحكام كثيرة ، لكن اختلافهم كان ينتهي ( على مقتضى الكتاب والسنة ) إما بالإجماع أو العمل على ما يترجح ، أو يفصل في الأمور الخليفة ، أو أهل الحل والعقد ، أو يبقى الخلاف سائغاً ، وفي ذلك كله لم يصل الأمر عندهم إلي حد التنازع في الدين ، ولا الافتراق والخروج على الجماعة ، ولم يبغ بعضهم على بعض .
فقد اختلفوا في موت الرسول صلى الله عليه وسلم ، وانحسم النزاع بموقف أبي بكر وقوله : ( من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ) ، وتلا قوله تعالى : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ }(آل عمران: من الآية144)
وبعد هذا النزاع [31]سلم الجميع لقضاء الله –سبحانه وتعالى –
ثم حدثت قصة السقيفة ، وتنازع الصحابة فيمن يخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في إمامة المسلمين ، وانتهى النزاع واجتمعت الكلمة على أبي بكر – رضي الله عنه -[32] .
ثم اختلفوا في جيش أسامة هل يسيرونه أو لا ؟ وانتهى النزاع بعزم أبي بكر –رضي الله عنه – أمير المؤمنين –على إنفاذه[33].
ثم تنازعوا في مانعي الزكاة من أهل الردة ، وحسم النزاع بعزمة أبي بكر – رضي الله عنه – على قتالهم [34] ورجوع بقية الصحابة الذين كانوا خالفوا إلى قوله وموافقتهم له .
ثم إن الغالبية العظمى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشاركوا في صفين والجمل ، فإن الفتنة لما حدثت بعد مقتل عثمان – رضي الله عنه – اعتزلها أكثرُ الصحابة ، وما حضرها منهم إلا القليل ، والذين حضروا كانوا مجتهدين ، وما كانوا يريدون القتال إنما قصدهم الإصلاح ، بخلاف من دونهم من أهل الأهواء : السبئية – الخوارج والشيعة – فإنما هم أصحاب أهواء وفتنة ، وهم الذين تسببوا في القتال وحملوا الصحابة عليه .
قال عبد الله بن الإمام أحمد : ( حدثنا أبي ، حدثنا إسماعيل يعني ابن علية ، حدثنا أيوب السختياني ، عن محمد بن سيرين ، قال : هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف ، فما حضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين ) [35].
قال شيخ الإسلام : ( وهذا الإسناد من أصح إسناد على وجه الأرض ) [36] .
وقد جمع الله شمل الأمة بعد الفتنة بتنازل الحسن بن علي – رضي الله عنه – عن الخلافة لمعاوية – رضي الله عنه – عام الجماعة ( 41 هـ ) ، وقد ضاق أهل الأهواء – ولا يزالون – ذرعاً بهذا الصلح العظيم .
ثم إن الصحابة الذين اجتهدوا وشاركوا في تلكم الأحداث قليل ، ودعوى أن عامة الصحابة شاركوا ليست صحيحة ، وهي من افتراءات الإخباريين ، وأوهام الناس فقد أخرج الخلال في السنة بالسند السابق ، قال ( قرئ على عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : ثنا إسماعيل قال : ثنا أيوب عن محمد بن سيرين ، قال : هاجت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة آلف فما حضر فيها مائة بل لم يبلغوا ثلاثين ) [37] .
وقال : ( قرئ على عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي قال : ثنا سفيان ، قال ثنا منصور بن عبد الرحمن ، قال : قال الشعبي : لم يشهد الجمل من أصحاب النبي – عليه السلام – غير عليّ وعمار وطلحة والزبير فإن جاوزوا بخامس فأنا كذاب )[38] .
وربما كان يقصد بعض مشاهد الجمل ، إذ قد حضرها الحسن والحسين وعائشة – رضي الله عنهم أجمعين - .
وقال شيخ الإسلام : ( ولهذا لم تحدث في خلافة عثمان بدعة ظاهرة ، فلما قتل وتفرق الناس حدثت بدعتان متقابلتان :
بدعة الخوارج المكفرين لعلي ، وبدعة الرافضة المدعين لإمامته وعصمته ، أو نبوته أو إلاهيته .
ثم لما كان في آخر عصر الصحابة ، في إمارة ابن الزبير وعبد الملك ، حدثت بدعة المرجئة والقدرية ، ثم لما كان في أول عصر التابعين في أواخر الخلافة الأموية حدثت بدعة الجهمية المعطلة والمشبهة الممثلة،ولم يكن على عهد الصحابة شيء من ذلك ) [39]
والذين بقوا من الصحابة بعد ظهور الفرق لم يقع من أحد منهم افتراق ، ولا بدع مخرجة عن السنة ، بل كانوا إلباً على الأهواء والبدع .
كذلك كان التابعون وتابعوهم وسائر السلف الصالح والحمد لله على توفيقه .
ويقول ابن القيم : ( وقد تنازل الصحابة – رضي الله عنهم – في كثر من مسائل الأحكام وهم سادات المؤمنين وأكمل الناس إيماناً ، ولكن بحمد الله لم يتنازعوا في مسألة واحدة من مسائل الأسماء والصفات والأفعال ) [40] .
كذلك بدع التأويل للصفات والغيبيات الأخرى ، لم تحدث في عهد الصحابة ولا منهم ، فإن جميع ما في القرآن والسنة ، من نصوص الصفات لم يحدث عن الصحابة تأويل لها على نحو ما فعل أهل الكلام ، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه طالع التفاسير المنقولة عن الصحابة وما رووه من الحديث في أكثر من مائة تفسير ، ولم يجد عن أحد من الصحابة أنه تأول شيئاً من آيات الصفات أو أحاديث الصفات بخلاف مقتضاها المفهوم المعروف ، بل ثبت عنهم ما يخالف كلام المتأولين مالا يحصيه إلا الله [41].
وكل المسائل التي تنازع فيها الصحابة كانت من قبيل الاجتهادات والأحكام ولم تؤد إلى الفرقة ولا المنازعة بينهم .
ومع أن الفرق الأولى ( الشيعة والخوارج ثم القدرية ) نشأت في عهد الصحابة إلا أنهم كانوا خصومها كلهم ، ولم يكن أحد منهم يتهم بشيء من الأهواء ( حاشاهم ) ومن زعم شيئاً من ذلك فقد افترى .
فالصحابة لم يحدث منهم افتراق ولا بدع ، فلم يحدث من أحد منهم أن قال ببدعة أو فارق الجماعة ، ولم يكن أحد منهم من أهل البدع المشهورة ( كالخوارج والروافض والقدرية والمرجئة ) , فضلاً عن الجهمية والمعتزلة وأهل الكلام وقد حدثوا من بعدهم [42] .
كما أن الصحابة لم يكفر أحد منهم الآخر ، بل كانوا يعذر بعضهم بعضاً فيما اختلفوا فيه ، ولما حدثت الفتنة وانحاز بعض الصحابة إلى علي ، وآخرون إلى معاوية – رضي الله عنهم – لم يوجب ذلك عداوة بينهم ولم يكفر بعضهم بعضاًَ ، ولم يكفر أحد منهم مخالفيه لا من الصحابة ولا من غيرهم . ) .
ثم قال في موضع آخر :
( السنة والاستقامة تعني الجماعة والعزة والتمكين وعكسها البدعة والإعراض عن شرع الله فإن ذلك يعني بالضرورة ( بالنسبة للمسلمين ) : الفرقة والذلة والهزيمة ( والنكسات والنكبات ) .
ولكن أهل الأهواء والمنافقين – قديماً وحديثاً – عكسوا القاعدة – كعادتهم - ، فزعموا أن التزام السنة ومحاربة البدع ، والإنكار على أهل البدع والأهواء سببٌ رئيس ( في النكسات التي أصابت الأمة ) وهذا من التلبيس والجهل فإن العكس هو الصحيح ، فإن المتأمل لأحوال المسلمين قديماً وحديثاً يجد أن من أعظم سمات أهل الأهواء والبدع والافتراق شؤمهم على المسلمين في كل زمان وحيثما كانوا .
ويكفيك أن تنتقل بذهنك إلى أحداث التاريخ المشهورة والتي ألحقت بالمسلمين الذلة والفرقة والتشتت تجدها من أهل الأهواء ، وأمثلة ذلك :
أول فتنة فرقت الأمة فتنة السبئية ، وقد أدت إلى قتل خليفة المسلمين الراشد عثمان – رضي الله عنه – ثم تمخضت عن افتراق الخوارج والشيعة ، عن جماعة المسلمين وإمامهم .
ولما ظهرت القدرية والمعتزلة والجهمية أفسدت عقائد طوائف من الأمة ، وأوقعتها في الأهواء والفرقة والخصومات والمراء في الدين والفتنة في العقائد .
ولما تمكنت المعتزلة في الدولة ألزمت الأمة بالقول بالكفر ( خَلْق القرآن ) وامتحنت العلماء وعرضتهم للسيف والسجن والإهانة ، والقول بخلاف الحق .
ولما تمكنت دويلات الرافضة والباطنية كالبويهية والعبيدية والقرامطة ، قمعت السنة وأهل الحديث وأظهرت البدع والإلحاد والزندقة والكفر وتسلط أوباش الباطنية على رقاب المسلمين ، واعتدوا على المقدسات وقتلوا الحُجاج وأخذوا الحجر الأسود ، وعاثوا في الأرض فساداً ، وأباحوا المحرمات ، ومكَّنوا للنصارى من دخول ديار المسلمين .
ولما تمكن بعض الرافضة من الوزارة في آخر عهد الدولة العباسية والدويلات التي تلتها خانوا الأمة وأدخلوا التتار والنصارى ديار المسلمين ومكنوهم فيها .
ولما تمكنت الطرق الصوفية وأهل البدع من الدولة العثمانية في آخر عهدها ضعفت الأمة وذلت وعلقت أقدارها بغير الله ، وتعلقت بالأضرحة والبدع والغلو في الشيوخ وتقليدهم بلا بصيرة ، فأصابها الذل والتشتت وسلط الله عليها الأعداء فمزقوها وفرقوا شملها .
ولا تزال الفرق والطرق الصوفية ببدعها ومحدثاتها من أعظم أسباب وهن الأمة وانحطاطها ، ناهيك عن هيمنة الرافضة والباطنية وأهل الأهواء والبدع والعلمنة والإلحاد والإعراض عن دين الله وشرعه .
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية بعض الآثار السلبية من جراء تأثير أهل الأهواء وتمكينهم . من ذلك :
شؤم الجعد بن درهم على دولة بني أمية ومروان بن محمد :
قال : (( وقد قيل : إن أول من عرف أنه أظهر في الإسلام التعطيل الذي تضمنه قول فرعون ، هو الجعد بن درهم فضحى به خالد بن عبد الله القسري ، وقال : أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم ، إني مضح بالجعد بن درهم ، إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً تعالى الله عما يقول الجعد علواً كبيراً . ثم نزل فذبحه ، وشكر له علماء المسلمين ما فعله ، كالحسن البصري وغيره .
وهذا الجعد إليه ينسب مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بني أمية ، وكان شؤمه عاد عليه حتى زالت الدولة فإنه إذا ظهرت البدع التي تخالف دين الرسل انتقم الله ممن خالف الرسل ، وانتصر لهم )) [47]
وعن أثر الباطنية في إظهار الزندقة والرفض والإلحاد وشيوع البدع والطرق .
قال : (( ولهذا لما ظهرت الملاحدة الباطنية وملكوا الشام وغيرها ظهر فيها النفاق والزندقة الذي هو باطن أمرهم وهو حقيقة قول فرعون ( إنكار الصانع وإنكار عبادته ) وخيار ما كانوا يتظاهرن به الرفض ، فكان خيارهم وأقربهم إلى الإسلام الرافضة ، وظهر بسببهم الرفض والإلحاد ، حتى كان من كان ينزل الشام مثل بني حمدان الغلية ونحوهم متشيعين ؛ وكذلك من كان من بني بويه في المشرق ))[48]
أثر ابن سينا وأهل بيته ( الباطنية الإسماعيلية ) وشؤمهم على الدولة العباسية :
قال : (( وكان ابن سينا وأهل بيته من أهل دعوتهم قال : وبسبب ذلك اشتغلت في الفلسفة ، وكان مبدأ ظهورهم من حين تولى المقتدر ، ولم يكن بلغ بعد ، وهو مبدأ انحلال الدولة العباسية ؛ ولهدا سمي حينئذ بأمير المؤمنين الأموي الذي كان بالأندلس ، وكان قبل ذلك لا يسمى بهذا الاسم ،ويقول : لا يكون للمسلمين خليفتان ، فلما ولي المقتدر قال هذا صبي لا تصح ولايته فسمي بهذا الاسم ))[49]
وقال : (( وكان بنو عبيد الله القداح الملاحدة يسمون بهذا الاسم ، ولكن هؤلاء كانوا في الباطن ملاحدة زنادقة منافقين ، وكان نسبهم باطلاً كدينهم ؛ بخلاف الأموي والعباسي ، فإن كليهما نسبة صحيح ، وهم مسلمون كأمثالهم من خلفاء المسلمين ))[50]
ولما ظهرت البدع والنفاق والفجور سلط الله على المسلمين أعداءهم :
قال : (( فلما ظهر النفاق والبدع والفجور المخالف لدين الرسول صلى الله عليه وسلم سلطت عليهم الأعداء ، فخرجت الروم النصارى إلى الشام والجزيرة مرة بعد مرة ، وأخذوا الثغور الشامية شيئاً بعد شيء ، إلى أن أخذوا بيت المقدس في أواخر المائة الرابعة ، وبعد هذا بمدة حاصروا دمشق ، وكان أهل الشام بأسوأ حال بين الكفار النصارى والمنافقين الملاحدة ؛ إلى أن تولى نور الدين الشهيد ، وقام بما قام به من أمر الإسلام وإظهاره والجهاد لأعدائه ، ثم استنجد به ملوك مصر من بني عبيد أخذها صلاح الدين يوسف بن سادي وخطب بها لبني العباس ، فمن حينئذ ظهر الإسلام بمصر بعد أن مكثت بأيدي المنافقين المرتدين عن دين الإسلام مائة سنة )) [51] .
قال : (( فكان الإيمان بالرسول والجهاد عن دينه سبباً لخير الدنيا والآخرة ، وبالعكس البدع والإلحاد ومخالفة ما جاء به سبب لشر الدنيا والآخرة )) [52]
وقال : (( فلما ظهر في الشام ومصر والجزيرة الإلحاد والبدع سلط عليهم الكفار ، ولما أقاموا ما أقاموه من الإسلام وقهر الملحدين والمبتدعين نصرهم الله على الكفار ؛ تحقيقاً لقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} (الصف: 10- 13)
وكذلك لما كان أهل المشرق قائمين بالإسلام مظهرين للسنة كانوا منصورين على الكفار المشركين من الترك والهند والصين وغيرهم ، فلما ظهر منهم ما ظهر من البدع والأهواء والفرقة والإلحاد والفجور سلط عليهم الكفار ، قال تعالى : { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً (4)فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً(5)ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً (7) عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً}[53] (الاسراء:4-8) .
وهكذا نجد ظهور البدع والزندقة والإلحاد على أيدي أهل البدع والأهواء والفرق سبب لدخول التتار بلاد المسلمين :
قال شيخ الإسلام :
(( وكان من أسباب دخول هؤلاء ديار المسلمين ظهور الإلحاد والنفاق والبدع ، حتى إنه صنف الرازي كتاباً في عبادة الكواكب والأصنام وعمل السحر ، سماه ( السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم ) ويقال : إنه صنفه لأم السلطان علاء الدين محمد بن لكش بن جلال الدين خوارزم شاه ، وكان من أعظم ملوك الأرض ، وكان للرازي به اتصال قوي ، حتى أنه وصى إليه على أولاده ، وصنف له كتاباً سماه ( الرسالة العلائية في الاختيارات السماوية ) [54]))
ثم ذكر شيخ الإسلام أثر الجهمية والمعتزلة في فتنة القول بخلق القرآن وامتحان العلماء :
قال : (( ثم لما ولي الخلافة ( يعني المأمون) اجتمع بكثير من هؤلاء – يعني الجهمية والمعتزلة - .. ودعا إلى قولهم في آخر عمره ، وكتب – وهو بالثغر بطرسوس التي ببلد سيس – إلى نائبه ببغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب كتاباً يدعو الناس فيه إلى أن يقولوا : القرآن مخلوق ، فلم يجبه أحد ، ثم كتب كتاباً ثانياً يأمر فيه بتقييد من لم يجبه وإرساله إليه فأجاب أكثرهم ، ثم قيدوا سبعة لم يجيبوا فأجاب منهم خمسة بعد القيد ، وبقي اثنان لم يجيبا : الإمام أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح ؛ فأرسلوهما إليه فمات قبل أن يصلا إليه ، ثم أوصى إليه أخوه أبو إسحاق ، وكان هذا سنة ثماني عشرة ومائتين ، وبقي أحمد في الحبس إلى سنة عشرين فجرى ما جرى من المناظرة حتى قطعهم بالحجة ، ثم لما خافوا الفتنة ضربوه وأطلقوه.
وظهر مذهب النفاة الجهمية وامتحنوا الناس فصار من أجابهم أعطوه وإلا منعوه العطاء وعزلوه من الولايات ، ولم يقبلوا شهادته ، وكانوا إذا افتكوا الأسرى يمتحنون الأسير ، فإن أجابهم افتدوه وإلا لم يفتدوه .
وكتب قاضيهم أحمد بن أبي داود على ستارة الكعبة : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ العزيز الحكيم } لم يكتب{وهو السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } .
ثم ولي الواثق واشتد الأمر إلى أن ولي المتوكل فرفع المحنة وظهرت حينئذ السنة ))[55]
قلت : لو كان شيخ الإسلام حياً لرأى مصداق قوله في واقع المسلمين في كثير من بلاد المسلمين في الوقت الراهن تحت هيمنة أهل الأهواء والبدع العلمانية ، والأقليات الباطنية ، والرافضية ، والصوفية ، والمقابرية ، والله المستعان .
بينما البلاد التي تسود فيها السنة لا تزال – بحمد الله – قوية عزيزة وشعائر الدين فيها ظاهرة ، والسنة منصورة كما هو الحال في المملكة العربية السعودية ، ولذلك ضاق أهلُ الأهواء ذرعاً بذلك ، وبالمقابل نجد أنه كلما عاد المسلمون أو بعضهم إلى السنة أعزهم الله ومكنهم ورفع عنهم الذلة والهوان ، كما حصل في عهد صلاح الدين حينما نصر السنة وطهر الأرض من رجس الرافضة العبيدية ( الفاطمية ) وغيرهم من دويلات أهل البدع التي فرقت المسلمين ، ثم لما قامت الدولة العثمانية في أول عهدها على نصر السنة – نسبياً – تمكنت وجمعت شمل المسلمين ، إلى أن دب فيها مرض التصوف والبدع فهانت وذلت ، ثم لما قامت دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والدولة السعودية على نصر السنة وقمع البدع والمحدثات أعزها الله ومكنها ، واجتمعت كلمة المسلمين في هذه البلاد عليها ، وقويت السنة وأهلها ، و انخذلت البدعة وأهلها بحمد الله .
وهذا هو الحق لمن وفقه الله وهداه ، وما عداه فهو الباطل الذي سيذهب جفاء بحول الله وقوته ، نسأل الله الهداية والتوفيق ، ونعوذ بالله من الضلالة والخذلان وحسبنا الله ونعم الوكيل . ) .
9
محمد القطيفي
2004-09-30 06:29:00يجب علينا جميعا كمواطنين ان نحاول التركيز على المشتركات بين طوائف المجتمع واطيافه. واود التذكير ان ما يتهم به الشيعة من اتخاذ بعض المواقف المتشدده من بعض الصحابه قد وقع أكثر منه بكثير بين الصحابه انفسهم ومع ذلك بعتبر اخواننا اهل السنه ان جميع الصحابة عدول . فلماذا نقبل نفس العمل من الصحابي الذي يجب ان يكون قدوة لجميع المسلمين ولا نقبله ممن نعتبرهم اقل شأنا من الصحابه . مرة اخرى لنركز على المشتركات ونعي ان الامة الاسلامية بجميع مذاهبها مستهدفة
10
علي الجهني
2004-09-28 15:37:00و ان كان بعض من الغلاة في زمن ما قد سبوا البعض من الصحابة فقد سب المشركين بعض الانبياء و ان كان بعض مشايخنا قد كان لهم رأي في بعض الطوائف في زمانهم .
الا يسوق و يجدر بنا في زمن التواصل و الاتصال ان نشرح الحق بعيدا عن استعداء الناس و تثبيتهم على مواقف اجدادهم و بعث قبور الخلافات و الزام الناس بما لايلزم و لا يعلم اصلا من قبل الكثير منهم.
أما ان لنا ان نبتعد عن الاستعداء الى استمالة الناس الى الحق و لنا في رسول الله اسوة حسنة و هو يستميل المشركين و يتألفهم بل ويعطيهم من الزكاة بأمر من الله حتى يحثهم و يرغبهم في الاسلام.
أما آن لنا ان نعي ادوار الصليبين في استحداث الفرقة بين المسلمين لتنفيذ مخططاتهم و مكرهم؟؟؟
أما آن لنا ان ننظر فيما هو ابعد من ارجلنا لنجمع الامة و نحتفظ بأنصارها حتى من خارجها؟
أما آن لنا ان نستوعب الدروس و نؤلف النفوس و ندعوا بالتي هي احسن و ندفع بها ليصبح الذي بيننا و بينه عداوة كأنه ولي حميم و بالله التوفيق.
11
الفارس الضرغام
2004-09-28 18:31:00قبل هذا أتمنى أن يطلع الكاتب على كتاب لحسن الصفار بعنوان : كيف نقاوم الإعلام المضاد ..!
وكيف أساء فيه لولاة أمورنا ..!
ثم هل مايثير حمية الكاتب دفاعه عن وطنه فحسب !
دون ما مسألة دين وعقيده ومبدأ !
وهنا للتذكير من اقوال بعض أئمة الإسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ :
( فإن القدح في خير القرون الذين صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم قدح في الرسول عليه السلام كما قال مالك وغيره من أئمة العلم: ( هؤلاء طعنوا في رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما طعنوا في أصحابه
ليقول القائل:
رجل سوء كان له أصحاب سوء ولوكان رجلا صالحا لكان أصحابه صالحين ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ عن الرافضة : ( هم أعظم ذوي الأهواء جهلاً وظلماً يعادون خيار أولياء الله تعالى من بعد النبيين من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان _ رضي الله عنهم ورضوا عنه _ ويوالون الكفار والمنافقين من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف الملحدين كالنصيرية والإسماعيلية وغيرهم من الضالين )
وقال الميموني : ( قال الإمام احمد : ياأبا الحسن إذا رأيت رجلاً يذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوء فأتهمه على الإسلام ) .
و قال ابو زرعة الرازي : ( إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق وذلك ان الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق وإنما أدى إلينا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم اولى وهم زنادقة ) .
وقال سفيان بن عيينة : ( من نطق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة فهو صاحب هوى ) .
12
ابراهيم اسماعيل
2004-09-28 02:02:00ما تفضل به مشكورا فضيلة الشيخ حسن الصفار وما ثناه، أيضا مشكورا، الكاتب الأستاذ سعود القحطاني في هذه المقالة الرائعة يعبر، من وجهة نظري، عن رأي شريحة كبيرة من المواطنين الشيعة والسنة، على حد سواء، في هذا الوطن العزيز.
إن هذا الفكر النير والموقف النبيل هو ما نتوق إلى رؤيته بكثرة في إعلامنا المقروء والمشاهد والمسموع؛ أما من خالف ذلك من الفريقين المكونين لنسيج هذا الكيان الكبير فهم نشاز، ولكن، وبكل تأكيد، هم بحاجة ماسة إلى التثقيف الديني والاجتماعي والسياسي، الوطني منه والقومي! إنهم، وان كانوا قلة، لا يجب تركهم دون رعاية لأنهم قد يحدثوا في الوطن ما لا تحمد عقباه، كما لاقينا خلال ثلاثة عقود وعلى فترات متفاوتة. هذه الرعاية تحتاج إلى نية صافية، وتكاتف صادق، وعمل دؤوب، ونقد بناء، وتناصح شفاف (الدين النصيحة) بين جميع المواطنين \"العاديين\" وبعضهم، وبينهم وبين المسئولين والعكس. عليه لا يجب أن يضيق صدرنا للرأي الآخر وان بدا خارجا عن المألوف، فهناك عدة طرق حضارية لتصحيحه إن شئنا!
إن مما لا شك فيه أن \"حب الوطن من الإيمان\"، وعليه فلا مكان للنعرات الطائفية والقبلية الجاهلية التي آتى الإسلام الحنيف والرسالة المحمدية الخالدة للقضاء عليها، لتسود بعد ذلك المحبة والمودة والألفة والسلام بين معتنقي هذا الدين العظيم وبعضهم، وبينهم وبين الطوائف والأمم الأخرى! إن حب الوطن هذا لا يكتمل إلا إذا شمل حب المواطنين، فالوطن، أي وطن، لا يكون وطنا إلا بأهله، ولا يكون وطنا شامخا محفوظا من المخاطر إلا إذا تحاب أبناؤه في الله وتكاتفوا وضحوا في سبيله ومن اجل بعضهم البعض! آما أن يقول احدنا انه يحب وطنه وفي نفس الوقت يقف موقف المخاصم والمعادي لمواطنيه لأسباب واهية فهو أمر غير منطقي وبالتالي هو مستغرب ومستهجن!
شكرا من الأعماق للشيخ الصفار والأستاذ القحطاني لما تفضلا به، وشكرا جزيلا موصولا لمن سطر حرفا في الاتجاه نفسه.
ابراهيم
13
فهد الصالح
2004-09-27 20:59:00ماقاله الشيخ الصفار جميل وماكتبته انت اجمل ولو استمر الوضع في صحافتنا بمثل هذه الشفافية لصار الكون كله جميلا.
14
يوسف العبيد
2004-09-28 06:58:00مقالك جيد وتشكر عليه ولكن ينبغي لنا ان نعرف جيدا ان المواطنة يجب ان لا تكون على حساب الحق . فليس من المواطنة اتاحة المجال للمعتقدات المخالفة لنصوص القران والسنة بالنشر وابدائها في المنابر الاعلامية .
كما ان منع المعتقدات المخالفة لصريح القران والسنة من ظهورها في الساحة لا يعني القصور في تحقيق المواطنة .
فكما ان الجميع لا يرضى بالاخلال بوحدة البلاد فايضا على الجميع عدم الاخلال بوحدة الخالق جل وعلا في العبادة والتي قصر فيها اصحاب المعتقدات الاخرى المخالفة لمعتقد اهل السنة والجماعة .
15
علي الجهني
2004-09-27 14:04:00ما عرفناه من شمائل جيراننا و مواطنينا الشيعة في كل ارجاء الوطن من سموالاخلاق و نخوة الجيرة وصدق المواساة في الضراء و الفرحة في السراء شيء يفوق الوصف ويتجاوز الحدود الى كل المعاني الارحب و التعاضد الانسب و التعاون الاقرب.
نعم هناك من يسيئون الظن بالناس و يعممون الاخطاء و لا يدعون بالتي هي احسن و غالبا ما يصطدمون بظنونهم السيئة و يحصل لهم و منهم النفرة قبل ان تبدأ المواصلة وهذا شأنهم كله مع غيرهم من جميع المذاهب و الطوائف و الاديان الاخرى.
البادرة الصادقة للشيخ الصفار يجب ان تتلوها بادرة بل بوادر من الدولة و المجتمع تزيل الغبش عن حقيقة وحدة هذا المجتمع و تساوي افراده في الحقوق و الواجبات و تزيل مفاهيم كانت تؤذي اخواننا وتؤذينا ايضا و تفتك بلحمة الوطن بلا مبرر.
ان الوطن يتطلع الى اليوم الذي تختفي فيه الخلافات المذهبية لنصل جميعا الى الصراط المستقيم و الدين القويم على سفينة التفاهم المتعقل المتدارس للحق و لا شيء غير الحق و بالله التوفيق.
16
أبو عبدالله
2004-09-27 12:02:00سبحان الله، لو سب أحدهم أباك أو أمك لاتخذته عدواً، ولكن أن يسب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتهم الرسول في عرضه وجبريل عليه السلام في أمانته فهذا لايعني شيئاً لكم ؟ّّ!!!!!!!!
أبعد ذلك تقول إنهم إخوانك ؟؟؟؟ عجبي
أما ما قاله عن أمريكا فهذا حق معلوم لكل ذي عينين
17
سهيل
2004-09-27 10:53:00ليتنا نترك التعصب ويعذر بعضنا بعضا ونقف في صف واحد تجاه التهديدات الانجلوامريكية.
حتى نبقى مثل ماكنا فلابد من نشر ثقافة المواطنة.... ولكن من يسمع !!!