أوباما كان يوم أمس في الرياض.. فما هي الرسالة التي وصلت إليه من الشعب السعودي خلال زيارته هذه ومرافقيه للمملكة؟!

اليوم جاء الرئيس الأميركي للرياض ليسمع منا لا لنسمع منه.. لذلك فمن المؤكد أن رسالة الشعب السعودي كانت رسالة (مختلفة) عن كل الرسائل.. رسالة مغايرة عن كل رسائل الرؤساء الأميركيين السابقين.. رسالة جديدة من كل الجوانب والمضامين.. رسالة تتناسب اليوم مع طبيعة كل المواقف الأميركية الجديدة.. سواء أكانت هذه المواقف عن علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأميركية أم علاقة أميركا بالشعوب والدول الإسلامية والعربية خاصة في ظل كل المواقف الأميركية!

الرسالة الوحيدة التي قالها الشعب السعودي إلى الرئيس اوباما هي أننا نحن السعوديين اليوم ولله الحمد أصبحنا في درجة وفي مكانة وفي ثقافة اقتصادية وفي خبرة وقدرة سياسية مختلفة عن كل السنوات السابقة.. نحن اليوم بتوفيق الله أقوى عن كل ما سبق في كل شيء.. نحن السعوديين قيادة وشعبا أصبح لدينا من الوعي ما يمكننا بتوفيق الله وعونه من اتخاذ القرار الشجاع في كل علاقاتنا وفي كل شؤوننا.. نحن السعوديين اليوم قد شرعنا في نهج مختلف.. نهج مكننا بتوفيق الله من تجاوز كل الظروف وكل الأزمات العسكرية والسياسية والاقتصادية.. تجاوزنا خذلان الآخرين والانتصار على كل أنواع المؤامرات.. نحن اليوم من نملك القرار الذي يخص شؤوننا الداخلية والخارجية في شتى المجالات.. القرار أصبح اليوم هو قرارنا نطلقه متى ما أردنا ونمنعه متى ما أردنا، متوكلين في ذلك على الله سبحانه وتعالى ثم على وحدة الشعب مع القيادة ووحدة القيادة مع الشعب بما يحفظ لنا ديننا ولحمتنا الوطنية في كل أرجاء هذا الوطن.

السعوديون اليوم قيادة وشعبا قالوا بصوت واحد يا فخامة الرئيس اوباما.. نعلم وندرك كما تعلم أنت وتدرك أن خدعة الربيع العربي التي صنعها الغرب كانت خدعة كبيرة بحق بعض الشعوب العربية.. لكنها خدعة علمتنا أشياء كثيرة جداً وقدمت لنا دروسا عظيمة.. ونقلت لنا حقائق متعددة في كل المجالات.. أهم وأعظم هذه الدروس والحقائق أن وحدة الشعب والقيادة في هذا الوطن في ظل التمسك التام بشريعتنا الإسلامية هي أقوى الأسلحة في وجه كل تلك الخدع والمؤامرات والخطط كتلك التي صنعت خدعة الربيع العربي التي تورطت بها بعض الشعوب العربية فتحولت بلادهم بسببها إلى جحيم وتشرد وخوف مازالت تلك الشعوب تكتوي بنارها!

فخامة الرئيس أوباما.. زيارتك لنا اليوم نجزم أنها زيارة اختلفت كثيرا من حيث الرؤى فقد حضرت إلينا تحمل أفكاراً نؤكد أنها مختلفة جداً عن ما كنت تحمله قبل عامين أو أكثر.. وتختلف جداً عما قبل عاصفة الحزم.. هذا الاختلاف مؤكد أنه ثمرة لصناعة القرار والفكر السياسي السعودي الحديث المختلف في هذا العصر وهذا الزمن!

فخامة الرئيس.. بالقدر الذي رحبت بك المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً وكان لك وصحبك خلال هذه الزيارة حق الضيافة العربية والدبلوماسية ولكن في نفس الوقت حق لنا أن نقول لك إن الكلمة اليوم هي لنا وبكل ثقه وبكل فخر.. وهذا شعور وهذا الفخر صنعه لنا اليوم سلمان بن عبدالعزيز في ظل تمسكنا الذي لا نحيد عنه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

فخامة الرئيس.. ليس هذا غروراً وقتياً وفي غير محله.. وليس هذا كبراً طارئاً.. وليس هذا تهوراً واندفاعاً.. او حماساً وقتياً.. إنما هذا يا فخامة الرئيس هو الحقيقة والدافع الذي سيبقى وسيستمر إن شاء الله فقد علمتنا المواقف الأخيرة والمتباينة والمتناقضة والخافية التي تسير عليها سياسة بعض أصدقائنا أنه يجب علينا أن نعد العدة لمثل هذه التناقضات، وهذه التحولات في مثل هذه المواقف.

riyadh1319@hotmail.com