موجة من الأمطار الغزيرة تعم أجزاء متفرقة وتتأثر البلاد بحالة نادرة من عدم الاستقرار الجوي تشكلت على إثرها السحب الرعدية، كما حذرت الأرصاد من خطر ينذر بسيول وإعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع فيديو والصور التي رصدت شدة وقوة الأمطار الرعدية بينما عكف المجتمع على متابعة النشرات الإخبارية التي تفيد بتعليق الدراسة.
فثمة عالم حولنا نريد اكتشافه لماذا يستمر إهدار الفرص التعليمية والتداعيات وردود الأفعال السلبية وتناقض واقع الإنسان مع طموحه الذي لا ينسجم مع المعطيات المتاحة له، فنحن بحاجة إلى فكر يثير اليقين ويزرع الأمل ويكوّن حاجات التمسك والالتزام بأهمية التعليم لكي تخضع لشعور عقلاني معنوي عوضاً عن تعزيز الامتعاض والتذمر.
وهذا التصور ناشئ عن تجريم الأحداث الطبيعية والأخرى التي تنسب للإنسان، فالتغيرات المناخية تفرض علينا إقامة بنية تحتية أكثر استجابة، على سبيل المثال من خلال إقامة سدود صغيرة في محيط المدن والأحياء لمنع تدفق مياه الوديان الجارفة إليها، وفي المناطق التي تركد المياه فيها من أجل استيعاب المياه الفائضة كما هو الحال في الدول الأوروبية، عدا ذلك فإن الفيضانات ستتكرر ومعها الكوارث الأكثر قسوة على السكان وممتلكاتهم.
ويقول علماء البيئة والمناخ إن الدول العربية ستعاني بالدرجة الأولى من الجفاف والتصحر وارتفاع مستوى مياه البحر والفيضانات، ويضيفون بأنه رغم ضآلة كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعثة منها مقارنة بدول أخرى، فإنها ستكون من أكثر دول العالم تضرراً بتغير المناخ، والشعار الذي يرفعه الكثير اعملوا كل شيء لحمايتنا فنحن لسنا السبب في حدوث التغير المناخي، لذا يجب إيجاد الحلول المناسبة.
فليس هناك رؤية مستقبلية محددة تفيد بتصريف مياه الأمطار والسيول بالإضافة لمشكلة الصرف الصحي منذ نشأة المدن، وقبل أن تحتد الأزمة فالقضاء على التجاوزات وحالة عدم الاكتراث واللامبالاة ينبغي معالجته والقيام برصد ومراقبة تفاصيل الخلل، فالمعيار للإنسان في كل الأزمان والعصور هو "الإنسان وسلامته".
فإذا كانت قائمة طويلة تفرض تسخير الإمكانات والأدوات، واتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كما أن الحديث يدور في الدول العربية عن التغير المناخي، وأن عواقب هذا التغير ستحدث على فترات متفرقة ووقوع أضرار جسدية أو مادية ويقع اللوم على الجهات المعنية فقط دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الإعداد الفردي لهذه الكوارث الطبيعية وخاصة للمتضررين بشكل مباشر من التغيرات المناخية للذين يقيمون جوار الأودية وقرب مجرى السيول.
فنحن الآن نعيش على مسافة 21 قرناً من الزمان لا ينسجم مع التقنيات البسيطة والحوادث المتكررة بسبب الأمطار لذا يتوجب الانتهاء منها منذ أمد بعيد ننطلق منه إلى قسم أعظم من أقسام التطور والتقدم فمواقع التحقيق والشواهد في هذا الحقل غير مرضية بدلاً من تعطيل الدراسة مع كل تقلبات مناخية وزرع روح الكسل في ثقافتنا.. وبشكل عام فإن الخوف الشديد من نتائج هذه الكوارث أصبح ملازماً للكبار والصغار وشطراً من أنشودة المطر التي تغنى وترنم بها كثير في الوطن العربي قد أصبحت في طي الماضي ورحلت معها تباشير المطر وفرحته عندما قال بدر شاكر السياب:
أكادُ أسمعُ النخيلَ يشربُ المطر وأسمعُ القرى تئنّ، والمهاجرين يصارعون بالمجاذيفِ وبالقلوع عواصفَ الخليجِ والرعود، منشدين مطر.. مطر.. مطر
وبعد هذا المحفل الشعري الجميل تتغير معاني الفرح إلى رعب وهلع لوجود تناقض بين ما نحب ونخاف فإذا غيّرنا تفكيرنا ستتغير مشاعرنا.
1
صدق
2016-04-18 11:49:53شدخل المشاعر في دراسه في تعليق!..الامطار وجمال الطبيعة والخروج في نزهه وترابط الاسرة في ايام كهذه اهم من يوم دراسي ممل كئيب..قاتل الله فكركم..ولبدنكم عليكم حق.
2
ابو معاذ
2016-04-18 10:45:49نعم، اذا تغير تفكيرنا تغيرت مشاعرنا..شكرا لك اخت مها