يعتبر الفن عملاً إبداعياً ينم عن وعي وغاية في ذاته يحتاج إلى موهبة ومهارة وقدرة، وكيفية تطوره من قبل أنظمة البث الفضائي ومدى أهميته من ناحية المحتوى ووضع معايير وضوابط تدين المنتجين الذين يقدمون فنا هابطا ومبتذلا، وإلزام الفضائيات بكل ما يرتقي إلى ذائقة المتلقي، فإذا قلنا إن الفن ينقسم إلى قسمين بين العمل الفني ومجموعة الفعاليات ويعتمد على الإبداع الإنساني لابد أن ينفصل عن حاجات الفنان الخاصة التي يجسدها في أعماله.
فمنذ أكثر من عقدين أو ثلاثة ارتفع صوت النقاد المهنيين كثيرا بأن الفن دخل مرحلة السقوط بالسطحية والابتذال والاستعراض والإسفاف ولم تكن صيحاتهم تسمع ولا ينظر لها على انها واقعية الا في السنوات العشر الأخيرة أثبتت صحة مخاوفهم فما نشهده اليوم من سخف بالبرامج والأفلام والأغاني والمسلسلات ونوعية سلوكيات بعض الفنانين والفنانات التي تعاني من نرجسية وتعالٍ والجرأة المبالغ فيها ليثبت صحة ما تم التحذير منه خصوصاً من النوعية التي باتت تقدم نفسها بالبرامج الحوارية أو المسابقات تاركين نوع الفن الذي قدمهم للجمهور فأمطرونا بابتذالهم القميء وسوء مقاصدهم والأفكار التي يطرحونها.
ولكن يبقى العتب على شركات الإنتاج والقنوات الفضائية التي تقدمهم للمجتمع، فالمادة طغت على كثير من الفضائل فقد كانت هوية الإنسان تعرف من خلال فنونه والمحتوى الجيد، بينما أصبحت صبغة البرامج استهلاكية سطحية وغالباً ما تتطلب نوعية فنانين محدودي المستوى الثقافي وكذلك الحال مع مقدمي البرامج وكل ما يملكونه هو الجرأة والإثارة والاستفزاز إلى درجة باتت بعض الشاشات الفضائية مرتعا خصبا للإسقاطات الفجة وقلة الاحترام والذوق المنحط وبات المشاهد في وضع محزن فما عليه إلا ان يتوقع أي فكرة سيئة قد تظهر او كلمات بمنتهى الإسفاف وانعدام الأخلاق وكأن المسألة مقصودة لترسيخ ثقافة سطحية ونشر للكلام والأفكار السخيفة والبذيئة.
ونستنتج إذاً من المشاهدات الراهنة أن الفن المعاصر تحول إلى حرب إعلامية وفصول لمسرحيات تستدعي أحكاما وقوانين يتم بمقتضاها رفض الحد الأدنى الذي يعطيه الفنان للناس؟
فعندما يتحول الفن من نشاط خاص إلى أبعد من حدوده يصبح أكثر مراوغة وفاقداً لأدواته وخاماته التعبيرية، فالحقيقة تؤسس الفن والفنان لكي تصبح علاقة متبادلة تغير المجتمع للأفضل وتعمل على النظم والتركيب كي تثبت أنه فعلاً أخلاقي يظهر قيم وخصائص الإنسان بعيدا عن الانفعالات التي لا تتوافق والحس الرفيع، فعلى وسائل الإعلام أن تحافظ على هوية الشعب وتقاضي كل من يتجاوز وينتج أي اشكال جدلي يحفز على تعميق التناقضات وتعزيز نوازع الشر في طبيعة الإنسان.
فقد كانت الفنون دروسا تثقيفية وليست لغرض تجاري فمن المؤسف أن يكون موقف الفنان أو الفنانة نرجسيا وبرجوازيا فالمال وسيلة وليس غاية قد تشتري ما يلزمك من كل شيء إلا محبة واحترام الناس لا ثمن لها، فالمغالطة والتعالي تعيده إلى الصفر لاسيما إذا انتهى النجاح ومكوناته إلى فراغ فكري، فإذا كانت الصلة وثيقة بين الفن والأخلاق اكتملت الرسالة.
ليس من المنطقي تهميش ماهو أساس ونهتم بما هو مبتذل فالاختيال والتفاخر قد يعرض ثوباً جميلاً مرصعاً بالألماس ولكن دون روح، فهل أم كلثوم ونجاة الصغيرة وفيروز وغيرهن من أساطير الفن العربي سمع المتلقي أصواتهن إلا في الغناء ولم تظهر صورهن إلا على خشبة المسرح فالتعالي الذي خلفه الثراء لا يخلق فناً راقياً بل فوضى دون ضوابط ولا احترام لعادات وتقاليد المجتمع العربي والشرقي.
new.live911@hotmail.com
1
Noha
2016-04-15 02:18:18الفن عمل ابداعي قولوا لهم ياناس
2
هيا فهد الشايع
2016-04-11 20:47:56أمطرونا بابتذالهم القميء وسوء مقاصدهم والأفكار التي يطرحونها.
فعلا فعلا فعلا
3
هيا فهد الشايع
2016-04-11 20:46:50يعتبر الفن عملاً إبداعياً ينم عن وعي وغاية في ذاته يحتاج إلى موهبة ومهارة وقدرة،
4
هيا فهد الشايع
2016-04-11 20:46:10ليس من المنطقي تهميش ماهو أساس ونهتم بما هو مبتذل