عندما تعمل على ولادة حياة جديدة تريد لها النهوض من سباتها وخوفها العميق، فأنت تحدد كيف تنفق الوقت وتحول التسويف إلى حقيقة وإلى أداة للتنفيذ؛ لأن التراكم والازدياد، وربط الحاضر بالماضي أمر غاية في الأهمية، إذ لا يمكن أن تنعزل أو تنفصل عن بعضها ففي الخمسينيات من القرن الماضي تم إنشاء الصناديق السيادية التي تعتبر صمام أمان للدول عبر الأزمنة والعصور.

عصر ما بعد النفط والاستثمار المتنوع عصر جديد من الانجاز بإدارة شابة بمعية ولي ولي العهد الأميرمحمد بن سلمان الذي يرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ويقود برنامج التحول الوطني، حيث اشار بمقابلة مع بلومبيرغ إلى ان اقتصاد المملكة لن يعتمد بعد 20 سنة على «النفط بشكل رئيسي» وذلك من خلال استراتيجيات عديدة منها إنشاء أكبر صندوق سيادي في العالم، بأكثر من تريليوني دولار، ليساعد في إبقاء المملكة بعيدا عن هيمنة النفط على اقتصادها.

وقد شرع كثير من العلماء في علوم الدين إلى ربط مفهوم الزمن على مر العصور بتفسيرات مختلفة ما بين تقليدية وأخرى جديدة..

ولتعريف هذا المفهوم، فيجب استحداث مفاهيم جديدة مثل ترحل الزمن والزمن السالب والزمن المنحني والحقائق والضرورات المعتمدة.

فمن الضرورات المعتمدة في الزمن الذي نبحث عنه هي زمن تفعيل القوة والإرادة الاقتصادية والسياسية؛ حيث إن إنشاء الصندوق السيادي، وطرح أسهم في شركة أرامكو السعودية، يأتيان ضمن برنامج التحول الاقتصادي، وهو نقلة كبيرة وتحول يبعث على التفاؤل، إذ ستدعم عوائده موازنة الدولة، ويبشر بنمو عوائد ضخمة للموازنة السعودية تحميها من تقلبات أسعار النفط، كما أنه خطوة مهمة في اتجاه بناء اقتصاد وطني حقيقي، من خلال رصد 50 في المئة من الصندوق، أي ما يعادل تريليون دولار، للاقتصاد المحلي بمثابة ممول رئيس للصناعات الأساسية والتحويلية التي يحتاج إليها الاقتصاد المحلي.

فالواقع يواجه معضلة حقيقية تفتقد الضمانات والخيارات إذا لم يكن السعي جادا له ببعد حقوقي وأخلاقي وسياسي بمعنى أن الانسان المعاصر يملك ميراثاً مشتركاً تتفاوت مقاديرالأنصبة فيه، كما تأتي ضمن أهداف هذا الصندوق في تحقيق عدالة توزيع الثروة النفطية عبرالأجيال، وذلك كي لا يستأثر هذا الجيل بمداخيل النفط والرفاهية على حساب الأجيال القادمة، وإنما تمتد مداخيل هذا الصندوق إلى الأجيال التي تأتي بعدنا عبرالأزمنة القادمة طبقاً لما جاء به الفيلسوف الفرنسي برجسون فقد قسم (الوقت الى نوعين الوقت العلمي الذي يقسم الساعة إلى ستين دقيقة والدقيقة إلى ستين ثانية وهو وقت ثابت لا يتغير، والوقت النفسي وهو الوقت الذي يعيشه الإنسان ويستمتع به وهو بالنسبة له الوقت الحقيقي) كأنه يتحدث عن الساعة الداخلية.

وعلى هذا الأساس صنفت مؤسسة "إس دبليو إف" المتخصصة في دراسة استثمارات الحكومات والصناديق السيادية، صندوق التقاعد الحكومي النرويجي كأكبر صندوق سيادي في العالم بموجودات قدرت بحوالي 882 مليار دولار.

ووفقا للمؤسسة جاء جهاز أبوظبي للاستثمار، في المرتبة الثانية بحوالي 773 مليار دولار، تلاه صندوق الأصول الأجنبية لمؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، الذي يعد الصندوق السيادي للمملكة العربية السعودية، في المرتبة الثالثة بحوالي 610 مليارات دولار وارتبطت جميع الأحداث الاقتصادية بالزمن ارتباطا وثيقا الآني منه والآجل.

وهنا اختلاف واضح بين العلماء والادباء والفلاسفة ورجال الدين عن ماهية الزمن، وعلى اختلافهم الا انهم يجتمعون على اعتباره خارج الذات الإنسانية، وهو ما يسمى بالزمان الموضوعي الذي يفرض قياس مدته وحركته اللا نهاية من الماضي إلى المستقبل، وها نحن نسافر عبر الزمن إلى المستقبل.

new.live911@hotmail.com