أهم الظواهرالغريبة التي تعيشها المجتمعات الحرائق الطائفية والعقدية والاعتقادات التي توظف الدين لأهداف سياسية تستغلها لتنفيذ أجندة فكر ضال داعشي لزمرة إرهابية تعمل على تنفيذ مآرب خطيرة خلخلت الثقة داخل مكونات المجتمع الأسري، محاولة الضغط على الحكومات من خلال قتل رجال الأمن والجيش.

فمن القصص المعبرة والمثيرة التي قصها علينا القرآن الكريم قصة ابنيْ آدم عليه السلام، التي جرت وقائعها مع بداية الوجود الإنساني على هذه الأرض، والتي انتهت أحداثها بقتل الأخ لأخيه حسداً وعدواناً، حيث إن قتل النفس بغير حق جرم كبير ولكنها موجودة عبر التاريخ وأسبابها واضحة كالخصومة على إرث أو طمع أو غسل عار وجوانب اجتماعية أخرى .

قال الله تعالى ( قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ مّنْ إمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلْفَواحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِى حَرَّمَ ٱللهُ إِلاَّ بِٱلْحَقّ ذالِكُمْ وَصّاكُمْ به لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)..الآيه 151- الأنعام

هذا وقد أجمعت كل الأديان على تحريم القتل وهو من اشنع ما لحق بالاسلام على مرالعصور من تشويه بفعل داعش، هذه الفئة الارهابية المجندة لتقكيك الدول العربية من الداخل والسيطرة على عقول الشباب والنساء، حرّضت على قتل المسلم لأخيه المسلم والتنكيل به، فللإرهاب الفكري العديد من النتائج الوخيمة كالتطرف في الحكم على الأفكار والأشخاص والوقوع في تكفير العامة والعلماء وولاة الأمر وتفكيك الأسرة ومناصبة العداء لبعض أفرادها، حاملين معهم حججاً واهية وجرما مشهودا مصورا للتوثيق.

إن محاربة داعش مسؤولية الحكومات الإسلامية والعربية فداعش ليست خارجية فقط بل تقطن بيننا، تفتك بالعقول قبل القلوب حيث إن كرامة وصواب الانسان يكمنان في عقله فإذا تنامت وتفاقمت المؤثرات السلبية فقدا قيمتهما وتشوهت ماهية فكرهما وخضعا لأشكال ذهنية بالإكراه تنتج انعاكسات خاطئة ومخادعة على تصور الانسان ووعيه في زمن متراجع القيمة لبعده عن الأصل.

هذا وقد أوجع استشهاد بدر الرشيدي وغيره من الأبرياء الذين قضوا على أيدي الارهابيين قلوب المسلمين لما لها من تفاصيل مؤلمة لغتها الغدر والحقد والخيانة في أبشع صورها، سجل ملطخ بدماء شباب هذا الوطن المعطاء وجرائم التكفيريين التي خطط لها ونفذها تنظيم “داعش” فالمملكة تسعى جاهدة إلى سلام دائم ولكنها تضرب بيد من حديد كل العابثين بأمن الوطن، كما أنها تتواصل مع الحوثيين على ترتيب اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، تمهيدا لمباحثات السلام اليمنية، التي ينتظر أن تؤدي إلى وقف الحرب.

فالمملكة تروي للعالم قصص عدالة لابد أن يسجلها التاريخ، وتكافح سراب الأفكار وتجاوز استطاعة العقل المؤدي إلى القتل المسيّس الذي استهدف الدولة وليس الأفراد لتكشف عن أن هذا هو الجرح الغائر، وتعيد المنحرف إلى رشده بحزم واقتدار بقيادة الملك العادل سلمان الذي كرس جهده لخدمة الاسلام ووجهه المشرق، واسقط من القاموس كل المعاني المؤلمة كالعنف والحرب هذه الكلمات التي أصبحت مصطلحات أكثر رواجاً وذيوعاً في العالم -مصطلحات في جوفها دوامة من الخبث والمكر- تسلسلت منها عدة أحداث سياسية غيرت مجرى الأحداث وبرعت في إلصاق الكثير من الشبهات بالاسلام والمسلمين.

new.live911@hotmail.com