عقد معهد أبحاث الامن القومي الاسرائيلي قبل أيام مؤتمره السنوي والذي يصدر عنه عادة تقييما إستراتيجيا لاسرائيل ومحيطها في كل عام. وتناول التقرير لهذا العام مجموعة واسعة من القضايا الداخلية والاقليمية المتعلقة بالامن وسياسة إسرائيل الخارجية. كما تحدث خلال المؤتمر عدد من كبار المسؤولين الاسرائيليين، من بينهم رئيس هيئة أركان الجيش ووزير الدفاع ووزير التعليم ورئيس المعارضة.

وتناول تقرير المعهد في البداية موضوع التقلبات في الشرق الاوسط، والاحداث الجارية في سورية واليمن وليبيا، وموضوع البرنامج النووي الايراني، والصراع العربي - الايراني.

وأكد التقرير أن معضلة إسرائيل هي أنه ليس لديها أي انتماء طبيعي الى أي من المعسكرات الاقليمية، وهذا يصعب عليها التعاون أو حتى فتح حوار عميق مع الاطراف الاقليمية، سواء كانت دولاً أم منظمات لتتقاسم معها مصالح مشتركة، من دون تقدم ملموس في العملية السياسية مع الفلسطينيين.

وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه إسرائيل في الشرق الأوسط والفرص المتاحة، رأى معدو التقرير أن تضاؤل احتمال نشوب حرب خلال العام الحالي يحتم على إسرائيل التركيز على تعزيز قوة الردع عبر تحولات إيجابية لدى جهات في محيطها في مجالي الاقتصاد والطاقة.

وقال رئيس المعهد عاموس يدلين إن "الاستنتاج المركزي للتحليلات هو أنه توجد لدى إسرائيل في الفترة الراهنة قدرة على بلورة فرص من أجل دفع مكانتها الأمنية والسياسية قدما، خصوصا في أعقاب التطورات العاصفة في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة. إن المهلة في قضية النووي الإيراني، وإدراك المجتمع الدولي لفكرة أن إسرائيل ليست سبب مشاكل الشرق الأوسط، يوفران لتل أبيب فرصة لبدء استراتيجية نشطة بالتنسيق مع الولايات المتحدة، للرد على أي تهديد يواجهها، ودفع تسويات سلمية مع دول أخرى في الشرق الأوسط".

ايزنكوت: اشتعال غزة وارد

في مداخلته أمام المؤتمر تحدث رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي غادي ايزنكوت عن الهبة الفلسطينية التي بدأت في القدس وتوسعت في مناطق أخرى، مشيراً الى أن أجهزة الأمن تواجه صعوبة في جمع المعلومات الاستخبارية حولها لتفاديها، لإن منفذيها أفراد عاديون لا ينتمون لأي تنظيم.

وقال ايزنكوت إن إسرائيل تواجه تحدٍيا كبيرا في الساحة الفلسطينية، وأضاف "عندما كنت قائد الفرقة العسكرية في الضفة الغربية كان تفوقنا المخابراتي يساهم بشكل كبير في احباط العمليات، لكن عمليات الطعن الحالية تجاوزت قدرتنا الاستخبارية ولذلك يصعب توقعها والتحذير منها".

ورد على الاصوات في الداخل المطالبة بتشديد الاجراءات الامنية والعقوبات ضد الفلسطينيين بالتأكيد على ضرورة التفريق بين منفذي العمليات وعموم الفلسطينيين. لان عشرات الآلاف منهم يخرجون يوميا للعمل داخل الخط الاخضر ومن مصلحة اسرائيل عدم التضييق عليهم في كسب رزقهم.

وحول قطاع غزة قال ايزنكوت أن حماس تعمل على ترميم قدراتها من خلال بناء الانفاق وتجديد مخزونها من الصواريخ.

وأضاف: "هناك احتمال كبير لاشتعال الجبهة مع غزة، بسبب تحركات حماس مؤخراً".

وفيما يتعلق بإيران قال رئيس هيئة أركان الجيش إن رفع العقوبات يعتبر "تحولا استراتيجياً في التهديد الاساسي للجيش في السنوات العشر الاخيرة" مشيراً الى أن "عدو الجيش الاسرائيلي الاساسي حالياً هو حزب الله" وأن "الاتفاق النووي يحمل في طياته مخاطر وفرص أيضاً".

وقدر أيزنكوت بأن الحرب في سورية ستستمر لسنين مقبلة رغم التدخل الروسي والأميركي، وفي موازاة ذلك قال إن هناك احتمالا لأن يوجه "داعش" سلاحه ضد إسرائيل والأردن، وتوقع بأن يتم كبح نشاط تنظيم "ولاية سيناء"، الذي بايع "داعش".

يعلون: "داعش" أقل خطراً من إيران

خلافا لأيزنكوت، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، إن "عدو إسرائيل المركزي هو إيران".

وأضاف أن "هناك أصواتا تقول أمرا آخر، وأن العدو هو داعش، لكن إذا كان الخيار بين إيران وداعش، فإنني أفضل داعش".

وتابع يعلون أن "حزب الله هو ذراع لإيران مع قدرة على استخدام الفيتو لشن حرب، ورئيس أركان الجيش وصف ذلك جيدا هنا. والبنية التحتية الإرهابية الإيرانية موجودة اليوم في خمس قارات: آسيا، أفريقيا، أوروبا، وفي أميركا الجنوبية والشمالية أيضا. والاتفاق النووي أعاد الساعة التكنولوجية (لصنع قنبلة نووية إيرانية) إلى ما بين ثلاثة أشهر حتى سنة. وإذا شعرت إيران بأنها آمنة اقتصاديا بإمكانها الانطلاق نحو القنبلة قبل ذلك".

وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، اعتبر يعلون أن "من يعتقد أن الحل معروف، وأنه بالإمكان أن نجعل الجانبين يجلسان ونفرض عليهما حلا سياسيا، فهو واهم. ينبغي البحث عن طريق آخر، والعمل على الأمور من أسفل إلى أعلى. ولدينا الكثير لنقترحه على الفلسطينيين".


رئيس أركان الجيش الاسرائيلي متحدثاً خلال المؤتمر