مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون الذي سيقام في مملكة البحرين الأسبوع المقبل يعد فرصة للاجتماع الإعلامي والثقافي للإعلاميين الخليجيين وذلك لأنه المهرجان الوحيد تقريباً الذي أصبح له هوية واضحة وأجندة ثابتة يلتقي من خلاله إعلاميو مجلس التعاون الخليجي على مدار أيام المهرجان الأربعة لمناقشة واقعهم المهني والثقافي.

وينعقد المهرجان هذا العام والدول الخليجية تواجه تحديات سياسية وثقافية وإعلامية كبيرة ومتعددة؛ تحديات تسعى لضرب وحدة وتكاتف واستقرار المنطقة وشعوبها وبالتالي لابد أن يكون للمهرجان دور في محاولة التصدي لتلك المحاولات من خلال الندوات والمناقشات التي ستعقد على هامش المهرجان، وليس بالضرورة أن يكون له دور سياسي إنما يكفي أن يكون له دور ثقافي وإبداعي يحمل في طياته الوحدة والإخاء والمحبة.

مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون ومن خلال الفعاليات المصاحبة والسوق الإعلامي المتزامن أصبح أكثر حرفية وتنظيماً وابتكاراً، ولابد أن يلقى الدعم المباشر من وزارات الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي مادياً ومعنوياً ليظهر بصورة أكثر توهجاً، دعماً يعطي المهرجان المجال لعقد الورش التدريبية والندوات الثقافية والفكرية التي من شأنها أن تكون إضافة حقيقية لفعاليات المهرجان.

النجاح الذي حققه المهرجان في الدورات السابقة لابد أن يحظى بتغطية إعلامية متميزة من خلال القنوات التلفزيونية والإذاعية الخليجية وأقترح هنا أن تؤسس قناة فضائية خاصة ببث فعاليات المهرجان طوال أيام انعقاده، خصوصاً الندوات والورش المصاحبة وأن لا يكتفى برسائل إخبارية سريعة حتى يكون المشاهد الخليجي على اطلاع كامل بفعاليات المهرجان كاملة.

إن الجهد الكبير الذي يبذله جهاز تلفزيون الخليج لإنجاح المهرجان وضمان استمراريته يشكر عليه القائمون على المهرجان وعلى رأسهم د. عبدالله أبو راس والذي راهن على استمرارية المهرجان وبذل جهوداً جبارة لإنجاح المشروع في الوقت الذي توقع الكثيرون وأنا أولهم أن المهرجان لن يستمر طويلاً، والآن مع دورة جديدة من المهرجان نتمنى أن يواكب الجهد المبذول ويعطي انطباعاً حقيقياً عن الإعلام الخليجي بمختلف اتجاهاته.