يبدو أن بعض الوسائل الإعلامية لم تعد تهمها معايير الجودة فيما تقدمه من برامج على قنواتها، ولا ترغب حتى في الحد الأدنى من الجودة. والعجب أن تكون قنوات كبيرة ومؤثرة هي من يبدأ في بث برامج سيئة شكلاً ومضموناً. قناة إم بي سي فاجأتنا ببرامج من تلك النوعية؛ برامج لا يمكن أن تعرض في قنوات مفتوحة لما فيها من الإسفاف والاستخفاف والشعوذة الشيء الكثير. والبداية كانت مع برنامج اسمه "الخفة" وهو برنامج في الحقيقة يدعو إلى السحر والشعوذة، وذلك من خلال الحركات التي يقوم بتقديمها أحمد البايض لجمهوره بتواجد لمجموعة من الفتيات اللاتي يمارس عليهن سحره أو كما يقول خفته وهو في حقيقة الأمر يمارس على المشاهد استخفافه عبر حركات أقرب إلى السحر منها إلى الخفة، مع العلم بأن جميع برامج السحر والشعوذة محظور عرضها على جميع القنوات المفتوحة حتى في التلفزيونات الأوربية الغارقة في انفتاحها فإنها لا تعرض هذا النوع من البرامج إلا في أوقات متأخرة من الليل بحيث تضمن عدم وجود مشاهدين صغار قد يتأثرون بما يشاهدون ويطبقون ذات الحركات دون وعي بأخطارها، فيما قناتنا العزيزة تعرضه في الفترة الذهبية.

ولم يمض زمن على هذا البرنامج حتى بدأت القناة ببث برنامج جديد بعد سلسلة من الإعلانات المكثفة عن موعد بثه وهو برنامج يقدمه الممثل المفلس فنياً محمد سعد أو اللمبي كما يسمي نفسه "وش السعد" وهو اسم البرنامج الذي بثت حلقته الأولى الأسبوع الماضي، ولا يبدو أن له نصيباً من اسمه إذ أن محمد سعد قدم وصلة من السفاهة والإيحاءات الأخلاقية دون أن يدرك ثمة فرق بين السينما ومجالها المفتوح نسبياً وبين التلفزيون الذي لابد أن يتقيد بأعراف وتقاليد المجتمع ويراعي مشاعر الأطفال.

برنامج "وش السعد" أقرب مكان لعرضه هو القنوات الهابطة وليس قناة كبيرة ولها مشاهدون كثر مثل MBC. لا يوجد هدف من إنتاج هذه النوعية من البرامج، فهي برامج لا تثقيفية ولا ترفيهية لما تحمله من وقاحة مفرطة وهذا فقط في الحلقة الأولى فكيف سيكون الوضع في الحلقات المقبلة.

إن قناة إم بي سي وهي تقدم على إنتاج وعرض مثل هذا البرنامج، تحتاج إلى إعادة النظر في ما يعرض على قنواتها من برامج لا هدف لها ولا مضمون، كما تحتاج إلى اختيار من يقدم تلك البرامج. والجميل في الموضوع أن معظم المشاهدين بعد متابعتهم للحلقة الأولى أبدوا استياءهم من البرنامج وما حمله من إسفاف، ومن مختلف الأعمار والاتجاهات، وهذا الاستياء إنما يعبر عن وعي المشاهد الذي لم تعد تعجبه الكوميديا الرخيصة التي اعتاد تقديمها "اللمبي" في أفلامه.

نتمنى من إم بي سي أن تأخذ ردة فعل الجمهور بمحمل الجد فاللمبي ليس بذلك الحصان الذي يراهن عليه فهو من فصيلة جياد غير رابحة أبداً.