لم يكن دريد لحام في يوم من الأيام غير ما هو عليه الآن، منذ أيام غوار الطوشي وهو يعبّر عما يجول في خاطر النظام السوري ويتكلم بما يريدون أن يتكلم به، ولم يكن سوى بوق يزمر به النظام "الأسدي" السوري. شهرته المفاجئة جاءت بعد مسرحيته "كاسك يا وطن" والتي أراد من خلالها نظام الأسد أن يوحي للعالم أنه يمنح الحرية والرأي الآخر لمواطنيه وأن من يدعي أنه نظام قمع وترهيب فهو بالتأكيد كاذب فهذا دريد لحام يصول ويجول على المسرح بحرية متناهية وبلا خوف.
لقد صدق الجمهور العربي المسكين هذه الكذبة، وانطلت عليه الحيلة، وأصبح غوار الطوشي نجماً وبطلاً قومياً مغواراً قادراً على أن يقول ما يشاء في بلد لا يجرؤ فيه أحد حتى التنفس بحرية. دريد لحام في الوقت الذي يتعرض فيه صديق عمره نهاد قلعي للاعتداء من استخبارات النظام السوري، جال العالم بمسرحياته المصطنعة ينشر رسائل سلام ومحبة مزيفة من نظام دموي إلي العالم، وحين نستغرب من دريد لحام تغنيه بملالي إيران فكأننا نساهم في نشر الكذبة التي كذبها نظام الأسد وصدقها الجميع، فهو لم يكن سوى ما كان عليه اليوم.
غوار الطوشي أعلن وفاته منذ أن بدأ ببيع الوهم على جمهوره وهو يعلم أنه مجرد كذبة، مجرد وهم، وحين اكتشف الجمهور أن ما كان يقدمه لهم ما هو إلا كذبة أتقنها هذا الفنان ومررها علينا متناسياً أن الزمن لم يعد كما كان وأن الحقيقة مهما غابت لابد أن تشرق الشمس عليها. وهذه الشمس أشرقت على غوار الطوشي وكشفته على حقيقته التي حاول أن يخفيها عن جمهوره، وكأن القدر يأبى أن يموت غوار الطوشي أو دريد لحام وهو في نظر الجمهور المخدوع ذلك الممثل المثقف الواعي الذي وزع مساحات من الضوء في أرجاء المعمورة.
لم يكن لدريد أن يستمر في كذبته التي أراد أن تموت معه فأبت إلا أن تكشف هذه الكذبة عن نفسها معلنة نهاية بطل من ورق ونجم مزيف كان له أن ينكشف منذ زمن بعيد. إن هذا الممثل نموذج من نماذج كثيرة مثله لم تدرك أن الفنان الحقيقي لابد أن يكون محايداً ومبدعاً فقط، مثقفاً يعي أن الثقافة والفن هما وسيلة لنشر السلام والمحبة والحب. لذلك لا تنعوا فقيدكم فقد مات منذ زمن بعيد.
1
رامي الجميعة - قصيبا
2016-02-12 03:49:24فنان عظيم هو يرى تائييد ولي امره كما امره القران واحاديث نبينا فيما معناه لو ضرب ظهرك واخذ مالك
2
أبو إبراهيم
2016-02-12 02:15:26ليست المشكلة في غوار الذي أيّد النظام القمعي.
بل المشكلة في بعض الناس الذين لايزالون مخدوعين
فيه ويحبونه بِغَضِّ النظر عن مستواه الفني.
3
غسان عبدالله
2016-02-11 21:50:19اكتشافك جاء متأخر يا خلدون السعيدان...ونحن شباب في فترة السيتينات...كنا نعلم بان لكل نظام عربي عرائسه المسرحية...والتي تهدف الى تنفيس حالة احتقان الشارع...عن طريق النقد السياسي والنكته
4
مواطن صريح
2016-02-11 20:45:17تتكلم و كأن حرية التعبير مكفوله هنا...طالع نفسك قبل تتكلم عن غيرك
5
عاشق علي موالي محمد
2016-02-11 20:31:00لماذا ؟؟؟ اذا سمعنا رايا مخالفا من شخص لايستهوينا نقوم بالغاء كل تاريخ ذلك الشخص وانجازاته يقول القران الكريم...ولايجرمنكم شنئان قوم على ان لاتعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ) الفنان القدير دريد لحام قامة فنية عملاقة وليس من الصحيح خلط الاوراق في تاريخه الفني واراءه السياسية القابلة للاخذ والرد
6
ابوخالد-55 الرياض
2016-02-11 18:52:08معتقداته هو حر فيها انا احبه في الله. وطبيعي كل واحد بالعالم يحب مليكه ووطنه.
7
محمد القويز
2016-02-11 18:39:38المسرح السوري والمسلسلات كانت تدار من المطبخ السياسي
وكانت جزء من التنفيس والتخدير ولزوم جبهة "السمود والتردي"
8
عبيد الدوسريى
2016-02-11 18:29:18لو قام غوار بمدحنا، لقلنا عنه بطل وفنان رائع،
لكن ما أن يختلف معنا أحد، إلاً والشتائم تصب فوق رأسه.
كأننا اشترينا الناس، ولا يجب أن يختلفوا عن توجهاتنا أبداً، وإلاً الويل لهم.
9
ابو نوره
2016-02-11 17:49:49لا اتفق معك
دائما يجب الفصل بين الشخصيات العامة وميولها السياسية والفنية والرياضية
عندما انظر الى دريد لحام انظر لة على اساس انة فنان عظيم وقمة من قمم العرب فى التمثيل
10
عسه
2016-02-11 15:35:32شيطنة نظام الاسد لا تقف عند هذا الحد بل ان المهاجرين بينهم مندسين ولائهم لنظام الاسد بينهم ناس عديين وبينهم فنانيين وبينهم رجال مخابرات وهذا مكمن الخطر وهذا ماتنبهت له اروبا لاحقا
11
علي مجرشي
2016-02-11 15:31:21من اجمل المقالات التي قراتها في حياتي
12
صعفق
2016-02-11 10:54:26بغض النظر عن تأييده لنظام الاسد القمعي والوحشي وبعيداً عن ارائه المتطرفة والتي اكسبته العداء والاعداء الا انه فنان عظيم قدم الكثير والكثير من الاعمال الخالدة