أمرنا خالقنا جل جلاله بعمارة الأرض وإنمائها واستغلال مواردها وثرواتها والنَّاس شركاء في ذلك تنفيذاً لأمر الله ومقاصده قال تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها".
وقال صلى الله عليه وسلم في عمارة الدنيا:"إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل". هذا معنى عمارة الأرض وإصلاحها، وعمرانها بالبناء الإيماني والبناء الدنيوي.
وأسمى عمارة للأرض بناء المسكن الذي يؤي الإنسان، ويكون فيه أمنه وأمانه وسكينته وستره من كل مايؤذيه. وقد جعله الله إحدى الضرورات الأربع للإنسان، في خطابه لآدم عليه السلام: "إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾..وهي على الترتيب القرآني: الأكل واللباس والشراب والسكن.
يختلف المسكن عبر الأجيال وبين المجتمعات اختلافا متباينا. صنع ذلك الاختلاف عوامل كثيرة، منها الثقافات والإمكانيات، وتطور الوسائل التي تستعمل في بناء المسكن. زِد على ذلك العامل المهم، وهو اختلاف رغبات الأفراد وميولهم في حجم ونوع المسكن.
التقدم الذي يشهده عصرنا الحالي في البناء وعمارة المساكن، غير مسبوق، بسبب تطور الإمكانات والمواد والوسائل التي تساعد على إنتاج المسكن بالشكل المرضي للجميع، كان له كذلك الأثر الكبير في استزادة الناس من شروط(الرفاهية) لتحقيق رغباتهم وطلباتهم بمزيد من السعادة والأمان. تختلف شروط الرفاهية بحسب الإمكانيات من أسرة لأخرى، مثل الدخل، وعدد أفراد الأسرة، وموقعها الجغرافي.
تواجه عمارة المسكن وتحقيق حلم امتلاكه عدد من العوامل، التي تجعل تحقيق ذلك مستحيلاً، بدون تدخل (الحكومات) وتقديم الدعم المطلوب لتسهيل تحقيق هذا الحلم لمستحقيه. تختلف الدول في إمكانياتها في دعم هذا القطاع الذي لا يقل أهمية من دعم الدول للمواد الغذائية الأساسية والطاقة. فالدعم الذي ُيقدم لتحقيق حلم إمتلاك المسكن يعد من ركائز استقرار المجتمعات لما له من انعكاسات على شريحة كبيرة من المواطنين، ولأثره على استقرار الأسرة، التي هي عماد نهضة أي مجتمع.
حيث يسهم في تطوير السلم الاجتماعي، ورقي المجتمع.. بزيادة التعليم، وتشجيع الإنتاج.
من هذه العوامل التي تعيق تحقيق امتلاك المسكن عدم توفر التالي:
مركز أبحاث بمعايير عالمية يوفر البحث والتطوير لطرق التصميم والبناء الاقتصادية والمثالية.
تجاوب جهات الاختصاص البلدية في الاعتماد المسبق للتصاميم.
تحديد قيمة الأراضي المخدومة بأسعار لا تزيد على ٢٥٪ من قيمة بناء المسكن.
وجود شركات للتطوير العقاري، تقبل بمكاسب معقولة.
شركات المقاولات ذات الإمكانات المالية والتمويلية العالية.
قبول البنوك بنسبة(منطقية)تنافسية لصالح المواطن، عند تقديم القروض لامتلاك المسكن.
هذه بعض أفكار متخصص، لتحقيق نجاح في توفير المسكن المناسب لشريحة كبيرة من المجتمع. اقترح في هذا الخصوص أن يدعو "مجلس الاقتصاد والتنمية" برئاسة صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان ل (جلسة عصف ذهني وطنية) يدعى لها المختصون في هذا المجال، وأصحاب التجارب من القطاعين العام والخاص للخروج بتوصيات واقتراحات، تكون أشبه بميثاق وطني يتم تطبيقه بالسرعة الممكنة، لحل أزمة السكن تدريجيا، ما يسهم بتقليل الاحتقان الناتج عن هذه الأزمة الاجتماعية المهمة.
1
سليمان المعيوف
2015-12-28 17:53:19شكرًا د لا جدي فتلك مطالب تكررت على مدى الأعوام العشره الماضيه وهناك مطالب اقل منها تكلفه 0الإقتصاد في استخدام الارض والتمدد الرأسي وتوليد فرص العمل في مناطق الشواطئ وإيقاف الهجره للمدن المكتظه وشكرا
2
متعب الزبيلي
2015-12-28 11:22:22ما أتمنى معرفته، هو مالمشكل حين يتم انشاء مخططات جديدة بالمناطق والمحافظات ( ودعنا نقول في الرياض ممكن يكون المخطط مكلف كونه يحتاج الحي الجديد لعومل توصيلهُ الأحياء الاخرى، من رصف شوارع ونحوها ).. لكن وهذا مثال، ماذا سيكلف مخطط جديد في محافظة حفرالباطن ومثيلاتها تعداد وظروف سكانية ؟، كلمة حق، الحكومة دعمت الإسكان بالمال الوفير والكثير، وبالمقابل للأسف لم نجد على ارض الواقع ما يتكافئ مع ماقدم من دعم مالي.. تحياتي
3
متعب الزبيلي
2015-12-28 11:13:49لله درك، ما اروعك، كلمات ومضمون من ذهب، ونعم هو السكن جزئيه ذات أهمية بالغة للجميع، وتحقيق المنزل مطلب لأي إنسان بهذه الحياة الدنياء.. وحول شركات تقبل بالربح الجيد والمقبول ( أغسل يدك ) اذ الكثيرون من اصحاب الشركات والمؤسسات المعنيه بالبناء والتعمير هم من بين شتى التجارات ( يحصلون على أرباح ومكاسب بنسب مترفعة جدا ) وختاما أشكرك على هالمقال المتميز والمفيد بارك الله تعالى بك ونفع بقلمك وفكرك