مدخل للشاعر سليم بن عبدالحي:

بنيت عدل القاف في طلح قرطاس

ليعون من حازت كثير النواميس

وحييت ما حن بالسحب رجاس

وعداد ما زاف الحيا بالطعاميس

وعد ما جلبت بالأسواق الأجناس

وعد ما هبت هبوب النسانيس

القوافي الصعبة.. كانت ولا تزال من أبعاد الشِّعر وجماله وتطوره والاتجاه نحو الأفضل، وهي ميزة تفنن وإبداع، فهناك شعراء يتميزون بمقدرة شِعرية فائقة يستطيعوا من خلالها أن يكتبوا على جميع الطروق ويختارون أصعب القوافي مهما كانت صعوبتها ومعاندتها وفي هذا الشأن كتب الشاعر سعد بن جدلان قصيدة صعبة القوافي في الصدر والعجز:

ابغا اتحاكا ما قدرت اتحاكا

من همّي اللي قاطعٍ له عليّ صكّ

ضيم الدهر منه النشاما تشاكا

التكّ خلاها دبل.. والدبل تكّ

عطا ضعيف النفس ياكا.. وياكا

واللى عزيز النفس مايلحقه شكّ

وقد قرأت في هذا من خلال المقدمة لديوان "صعب القوافي" الذي قام بإعداده وشرحه الأستاذ فوزان حمد الماضي ما كتبه الزميل الأستاذ سعد الحميدين من كلام جميل عن اقتناص الشاعر للقوافي الصعبة حيث قال: (إن بعض الحروف الهجائية تعتبر نادرة في أواخر الكلمات مما يصعب على الشاعر عملية إيجاد كلمات تفيد المعاني المطلوبة ويكون أواخرها أحد هذه الحروف من أجل الروي، وهو "الحرف الذي يلتزمه الشاعر آخر كل بيت" وهو ما يسمى بالقافية. وتعتبر الحروف الصعبة إذا خضعت للقافية صعبة، وسُميت بالقافية الصعبة). انتهى.

ومن خلال الاطلاع والبحث عن القوافي الصعبة، نجد الاختلاف فيما يقدمونه الشعراء من هذه القصائد.. فالبعض منهم يكتب على قافية سهلة بمعنى جيّد، والبعض يكتب على قافية صعبة بمعنى متواضع، والبعض يجمع بين القافية الصعبة والمعنى القوي قول للشاعر ناصر الفراعنة الذي أجاد في فن التلاعب بحروف القصيدة، والقدرة الفائقة على نظم القوافي الصعبة، وخرج في هذا النص عن المألوف، وغرّد الفراعنة خارج السرب:

نوّن رهشني موهشن مرهشن جش

هتاش عفاش ورشاش طشاش

ناشٍ من المنشا يشاتي اليا ارهش

هجوش حبشين على الشرق نطاش

شهلال شهلوله على القاع الى رش

شهلال سبب بالنخاشيش هتاش

رشٍ مطشٍ هايشٍ شايشٍ وش

شيش نوّه بالقناطيش طواش

ينشر نواشيره على هشهشن نش

شم شاه من قشع الشخاتير غواش