تعيش المنطقة اليوم حالة لاتحسد عليها من وضع دولي وأقليمي بالغ الخطورة والتعقيد، وهناك مثل عربي يقول: ارى اقوالك تعجبني، اشاهد افعالك اتعجب، هذا في الواقع حال السياسات التي انتهجتها إيران في المنطقة منذ عشرات السنين، ولا سيما في اطار علاقاتها السرية مع الكيان الصهيوني، المتوازية مع الضجيج الاعلامي المفتعل، والذي لا يراد به الا التضليل وذر الرماد في عيون المراقبين ليس إلّا، ذلك أن أي متتبع للعلاقات بين الكيان الصهيوني وإيران تاريخيا، يستطيع بكل بساطة أن يلمس ازدواجية المواقف الإيرانية، وازدواجية الخطاب الاعلامي الإيراني ايضاً، والتصريحات والحرب الإعلامية بين إيران من طرف والكيان الصهيوني من طرف آخر، ليست في الواقع إلّا توزيع للأدوار، حيث أن المتطلع لتلك التصريحات يعتقد أن هناك عداء مستحكماً بين إيران وكل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وأن كل طرف من هذين الطرفين ينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على الآخر وتدميره والقضاء عليه نهائياً، وكأن هناك صراعا وجوديا حقيقيا بين إيران والكيان الصهيوني وحتى أمريكا، حيث تظهر بين الحين والاخر تصريحات نارية عن طهران، تدعو ليس إلى محاربة اسرائيل وحسب؛ وإنّما القضاء عليها تماما وإلغائها من الوجود، بالمقابل نستمع الى تصريحات اسرائيلية لا تقل نارية تجاه إيران، حتى بعد التوصل إلى الاتفاق النووي مع الغرب، حيث يطالب الكيان الصهيوني بالقيام بعملية عسكرية ضد طهران، باعتبار أن العقوبات الدولية غير كافية لإيقاف البرنامج النووي لإيران، بينما تسير الأمور بين الطرفين من تحت الطاولة بشكل سلس ومدبر سراً، في مسرحية باتت مكشوفة الأدوار والأهداف.
ومن قرأ أو يقرأ العلاقات الاسرائيلية - الإيرانية، سيجد أن هذه العلاقات متجذرة بشكل قوي منذ عهد نظام الشاه، وحتى انقلاب الخميني وما تلاه، وأن هذه العلاقات كانت تسير كما هو مرسوم لها وبدقة، وأن أطماع إيران في المنطقة العربية لا تقل خطورة أبداً عن الأطماع الإسرائيلية، من خلال تدخلها السافر في أكثر من دولة عربية.
والحقيقة أن كشف العلاقة الاستراتيجية الخفية بين إيران والكيان الصهيوني، لا تحتاج إلى كبير عناء فالتاريخ القديم والحديث يزخر بدلائل تعمق تلك العلاقة بين الفرس والصهاينة.
ومما يجب التذكير به هنا، هو أن إيران من الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني باكرا، وبعد أقل من عامين على إنشائه، وعلى الرغم من أن حكومة محمد مصدق أيام حكم محمد رضى بلهوي شاه إيران، اتخذت قرارا بإغلاق القنصلية الإيرانية في القدس في عام 1951م، إلّا أن هذا لم يمنع من استمرار العلاقات الإيرانية الاسرائيلية بشكل متين، والتي وصلت إلى مستوى التحالف الاستراتيجي بين الطرفين ولا سيما في اواخر الخمسينيات من القرن الماضي، وهو تحالف معلن ومكشوف استمر حتى سقوط نظام الشاه في عام 1979م، أما مبررات هذا التحالف آنذاك، فهو كما هو معروف ارتباط الطرفين بمصالح استراتيجية وسياسية، حيث كان الهدف من هذا التحالف مواجهة العدويين الرئيسيين لهما وهما العرب والاتحاد السوفييتي السابق، حسب المفاهيم التي كانت سائدة في إيران آنذاك، أما تبادل المصالح بين تل ابيب وطهران فقد حددته في ذلك الوقت رغبة الكيان الصهيوني بالخروج من عزلته العالمية، عبر محاولات الصهاينة إقامة علاقات مع الدول المحيطة بالوطن العربي، بالاضافة الى رغبة إيران بتقوية نفوذها في المنطقة على حساب العرب، الأعداء التاريخيين للصهاينة، خاصة بعد الخلاف المصري الإيراني في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ولم تكتف إيران باقامة علاقات سياسية أو اقتصادية مع (اسرائيل) فقط في عهد الشاه، بل تعدى ذلك الى اقامة علاقات استخباراتية وعسكرية، اذا قدم الكيان الصهيوني السلاح لإيران في عهد الشاه، في حين لم تبخل إيران بتقديم النفط للكيان الصهيوني، ناهيك عن المشاريع التجارية والزراعية الكثيرة.
شواهد التاريخ تؤكد استمرار التنسيق قبل ثورة الخميني.. وبعدها
ويمكننا القول ان إيران في عهد الشاه كانت الحليف الاقرب والأكثر انسجاما و تعاونا مع اسرائيل في منطقة الشرق الاوسط، خاصة وأن الولايات المتحدة، كانت ترى كما الغرب ان الشاه يمثل العصا الغربية والأمريكية في هذه المنطقة.
ومع أن ما سمي بالثورة الإيرانية حاولت في البداية ان تلبس قناعاً آخر يختلف عن الوجه البالي لشاه إيران، إلا أن الممارسات الفعلية لحكومات ما بعد الشاه الإيرانية، انتهجت سياسة الديماغوجيا الاعلامية، لكنها لم تبتعد عمليا عن النهج الذي انتهجه شاه إيران تجاه اسرائيل بل أوغلت أكثر عمقا، رغم الخطاب الإعلامي العلني، وبذلك يكون الفارق بين محمد رضا بهلوي وآية الله الخميني، هو أن الأول كان علنيا وصريحا في علاقاته مع الكيان الصهيوني، فيما كان الاخر مستتراً ومختبئا خلف شعارات رنانة وخطاب اعلامي مزيف، حاول استغلاله لهدفين، أولهما تصدير الثورة الى دول المنطقة، وتوسيع النفوذ الإيراني فيها، بالتنسيق السري مع الكيان الصهيوني الذي يتلاقى مع نظام الملالي بالمصالح السياسية والأمنية والعسكرية في منطقتنا، والدليل هو ما أشير اليه حول صفقات أسلحة اسرائيلية مع (الجمهورية الاسلامية) بين عامي 1979 وعام 1986 ناهيك عن التعاون الإيراني الإسرائيلي الحثيث أثناء حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، حيث أظهرت الوثائق التاريخية أن جسراً من الأسلحة الضخمة كانت تأتي إلى إيران من أمريكا عبر الكيان الصهيوني، وأنه كان هناك تعاون بين الأطراف الثلاثة منذ بداية الحرب العراقية - الإيرانية.
وفي عام (1981)، انكشف التعاون الإيراني الإسرائيلي الحثيث في المجال العسكري، وذلك عندما تمكنت قوات الدفاع الجوي السوفيتية من إسقاط طائرة أرجنتينية، تابعة لشركة "أروريو بلنتس"، ضلت طريقها ودخلت الأجواء السوفيتية، وكانت هذه الطائرة تنقل بين طهران والكيان الصهيوني، محملة بالسلاح والعتاد، وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية وقتها تفاصيل دقيقة عن هذا التعاون العسكري الصهيوني الإيراني.
وإذا راقبنا العلاقات الإيرانية الاسرائيلية، بشكل متروٍ، نلاحظ ان إيران تعمدت في الآونة الأخيرة تصعيد لهجتها ضد الكيان الصهيوني وإلباس خطابها خطاباً دينيا، بهدف الاتجار بالدين، واستعمال القضية الفلسطينية كرأس جسر للعبور إلى المنطقة تحت يافطة وهمية ومضللة تدغدغ مشاعر العرب والمسلمين وتضللهم، ومن ثم استغلال هذه اليافطة للدخول إلى المنطقة لكسب المؤيدين لها، تحت مسميات عدة؛ تارة تحت شعار المقاومة كما هو الحال بالنسبة لانشاء حزب الله في لبنان، أو كما هو الحال في العراق، حيث تبدو النظرة الطائفية بوضوح في اتباع إيران ومليشياتها الطائفية المسلحة الموالية لإيران، التي باتت تمسك بالكثير من المفاصل في العراق وتنفذ التصفيات ضد أي احد يتعارض مع سياسة إيران، ناهيك عن محاولات نشر فكرها الواضحة في العديد من الدول العربية وحتى الافريقية، في محاولة لمد النفوذ الإيراني إلى أكبر مساحة جغرافية في المنطقة، ولابد هنا من التوقف باهتمام أمام الدور الإيراني الواضح في دعم المتمردين الحوثيين، واستخدامهم كحصان طروادة للمساس بأمن الخليج العربي، أو تلك الخلايا التي تكشف بين حين وآخر، ويتضح الدور الإيراني فيها، ولعله من المفارقة الغريبة بالرغم كل الشعارات الطنانة التي يرددها نظام الملالي في طهران، حول عدائه لإسرائيل أو الولايات المتحدة، إلا أن جنديا إيرانيا واحدا لم يجرح في هذا العداء المصطنع، وتبادل الأدوار القائم بين اسرائيل وإيران، لذر الرماد في عيون العالم وهو مانجحت فيه مع المغفلين، والهاء العرب في صراعات جانبية تلهيهم عن صراعهم الاساسي والمصيري مع الكيان الصهيوني، ومن هنا كان الرد السعودي الحاسم والسريع على المحاولة الإيرانية المكشوفة لاختطاف السلطة في اليمن، واستخدام الحوثيين كمحلب قط لهم.
ولو نظرنا بامعان الى ما يجري الان في منطقتنا ولا سيما في العراق وسوريا ولبنان والبحرين والكويت واليمن وغيرها نلاحظ ان هناك حروبا بالوكالة، استندت الى تصاعد حدة الطائفية في الاقليم، مشفوعة بطموحات سياسية، ليتحول معها التنوع السكاني الاجتماعي الى طائفية سياسية، تقوض وحدة الوطن وتمزق هويته وتهدد بقاءه. وهي في واقع الامر ليست جديدة، فجذورها الحديثة تعود إلى (الثورة الإيرانية) عام 1979م، وما يرتبط بها من مبدأ تصدير الثورة للخارج وهو معلن من خلال جماعات وميليشيات وحكومات في لبنان، والعراق وسوريا والبحرين بالاضافة الى محاولتها الابرز في اليمن حيث تم إسقاط الشرعية الوطنية اليمنية من قبل الميليشات الحوثية المدعومة من قبل إيران.
وهكذا أمام كل هذه الوقائع يبدو من المهم جدا التذكير بخطورة ما يرسم للمنطقة في طهران وتل أبيب وغيرهما من عواصم الغرب التي تريد تفتيت مقدرات الأمة العربية وتشتيت قواها لإبقائها عاجزة عن دور التاثير مستسلمة لارادة التوسع الإيراني والصهيوني، الأمر الذي يوجب على كل المخلصين والوطنيين العرب والمسلمين ان يقرعوا نواقيص الخطر للتنبيه مما يحاك للمنطقة، ولا سيما على الصعيد الاعلامي، قبل أن يفوت الأوان وتمتليء عيوننا بالدموع.
التنسيق الإيراني - الإسرائيلي ضد العرب
محمد مصدق
1
نواف
2015-08-25 02:22:33حذت حذو الدول الاخرى اعلام بالعداوة وصداقه سريه موثقه
2
روائي فاقد
2015-08-25 01:23:32حقيقه معروفه منذ قرون. لاجديد.
3
مسلمين
2015-08-24 22:42:44انقلاب الصوره اقلاب الصوره تعرف عدوك زين ومن يخطط على تدمير الانسان العربي من سحب طاقاته و سحب بتروله لكي يضل صفر على الشمال اضحك بس
4
محمد البلوي
2015-08-24 20:05:51ايه ياخي عدادي وضوح لنا العلم مخلين لنا إيران طول هذه السنين دوله اسلامية و نحن نعرف أنها عبريه خالص
عادي نتعامل معها زي اي دولة... والهياط الإسرائيلي بأن إيران عدو
ترى إعلامنا هو داعم اللعبة الإسرائيلية.. من غير قصد ضايعين بين الفرس و الشيعة
حتى مناقشة يهود إيران متكتمين عليها
هذا الموضوع ممتاز
5
وليد الحسين
2015-08-24 20:02:08وعودة الخميني من فرنسا لطهران معزز مكرم عام 1979م أي قبل حرب الخليج الأولى - قال سبحانه [وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ].
6
عبدالله
2015-08-24 20:00:46الله ينتقم منهم ويقضي عليهم
الله يجعل كيدهم في نحورهم يارب العالمين
وزيرالخارجية الايراني زوجته بنت كيري وزيرالخارجية الامريكي
وجهان لعمله واحدة. الفرس والروم
مافي ولا مسجد للسنه بايران هدموها كلها الله يهد حيلكم ياايران انتم واسرائيل
ويوجد عشرات المعابد لليهود عندهم
7
الظريف
2015-08-24 18:54:13شرار الخلق بعضهم من بعض - الرافضة صناعة يهودية - أين وجه الغرابه يامسلمين. ؟؟
8
ابومحمد
2015-08-24 18:34:34مقال في الصميم ????
9
علي الشهري
2015-08-24 17:14:43صح لسانك وسلمت يمناك
قول لشبابنا انهم ماينجرفون ورا داعش وغيره
والخروج عن ولاة الامر
اللهم احفظ بلادي ودول الخليج والعرب والامه الاسلاميه
10
مراقب عام
2015-08-24 13:44:45ههه
11
ابو خالد العنزي
2015-08-24 13:36:44وافق شن طبقه فكلاهما من نفس الطينة ونفس الفصيلة الخبيثة يجمعهما هدف واحد القضاء على الإسلام وأهله
12
عزوز الناصر
2015-08-24 13:01:17فضيحة ايران-كونترا ايام الرئيس الامريكي ريقن كانت بسبب تسليح و تدريب فرق الموت الايرانية في امريكا الجنوبية علي طريقة فرق الموت الاسرائيلية في هندوراس و كولومبيا و غيرها. و مدربي فرق الموت الاسرائيليين و الامريكان لا يزالون مطلوبين للقضاء في عدد من دول امريكا الجنوبية و فضايحهم منشورة.
13
محمد حسين
2015-08-24 12:28:54الوضع العربي سيء لخيانة مسؤوليها ولكن يحب الترميز على فضح مخططاتهم ةخاصة الخمسينية للملالي الصهاينة والعمل على تفكيك ايران من الداخل واستغلال العرب فيها ?سقاط حكومة الم?لي...
14
سفران الثمالي
2015-08-24 12:04:06أعتقد أن عاصفة الحزم بينت العيوب وأخرجت ما في الجيوب والدليل ظهور تحالفات خييثه ومتهالكه في نفس الوقت وما تفعله أيران من دهاء ومكر ونفث السموم مع العدو القديم بني صهيون إلا دليل على الخساره القادمه لا محاله لكلا الطرفين
15
عبدالعزيز السويلم
2015-08-24 11:59:41من الأساس معروف التعاون بين
الفرس واليهود وأنهم أنشأوا المذهب
الشيعي بالتعاون مع المنافقين لضرب
الإسلام بعقيدته، كل الحروب الإعلامية
بينهما مجرد ذَر رماد بالعيون.
16
البيضاني
2015-08-24 10:03:59ممكن ليش لا ان وعدوي على عدوي لكن لاتزال ايران العدو الاعضم لاسرائيل وقد يصير التحالف لاضعاف الاقتصاد الخليجي والايراني على حد سوا المهم علو شان السرائيل لكن هل السرئيل ستضمن سكوت تركيا ام ستعطيها بعض من سوريا مثل الاذقيه وحماه وحمص وتبيعنا تركيا