وصلت كتيبة عسكرية إماراتية إلى عدن لتأمين مطارها إلى جانب القوات اليمنية العسكرية، وتعمل هذه الكتيبة الإماراتية على مساعدة الجيش اليمني في السيطرة على مطار عدن، إلى جانب دعمها للجيش في تشغيل بعض الأجهزة الدقيقة والحساسة التي لم يكن لدى القوة اليمنية العسكرية دراية حول تشغيلها والتعامل معها.

وزارة الدفاع اليمنية: المتمردون يحولون المؤسسات الحكومية لثكنات عسكرية.. والروح القتالية للحوثي وصالح منهزمة

كشف هذا ل"الرياض" الدكتور محمد علي مارم السكرتير الخاص لرئيس الجمهورية اليمني عبدربه منصور هادي مدير مكتب الرئاسة الجمهوري في اليمن وقال: القوات الإماراتية لم تنفذ أية عملية إنزال بري، وإنما اقتصر دورها على تأمين مطار عدن إلى جانب عملها في مساعدة الجيش اليمني وكان هذا بتنسيق مع قوى التحالف والقوى اليمنية، مشددا على أن جميع العمليات المنفذة والعمل في اليمن يسير بتنظيم وترتيب بشكل كبير. وزاد أن الجانب الاصلاحي داخل المطار يسير بوتيرة ممتازة فيما يخص ربط الاتصالات من أجل الطيران المدني الذي سيعمل خلال يومين لإجلاء الحالات الصحية، حيث تم الاتفاق مع مملكة الأردن لاستقبال أعداد كبيرة من الجرحى في مستشفياتها لتلقي العلاج الكافي.

«المخلوع» يستميت للحفاظ على صنعاء.. وتكديس الأسلحة في الشمال

وأكد السكرتير الخاص للرئيس هادي أن الأوضاع تتطور بايجابية والخدمات الكهربائية تتطور بشكل جيد إلى حد ما وفي تطور مستمر، كما أن المياه أصبحت تسير بشكل عالي جدا في جميع المديريات الأربع التي كانت المياه مفقودة فيها، كما أن الجانب العسكري تطور إلى بعد العند بمسافات جيدة جدا وإلى قريب ستتجه إلى زنجبار باتجاه المنطقة الشرعية.

وحول امكانية استقبال نازحي الخارج من الجالية اليمنية والعائدين بعد تشغيل مطار عدن للطائرات المدنية قال د.مارم: ناقشنا مع السلطة آلية استقبال العائدين والنازحين من داخل المديريات المنتهكة والمهدمة من قبل قوات الحوثي وصالح، كمديرية كريتر والتواهي وخورمكسر والمعلا التي كان فيها قصف شنيع وبالتالي المنازل تهدمت ولا يمكن إصلاحها أو ترميمها في الوقت الحالي، حيث أن كثير من العائلات نزحت ولم نستطع حتى الآن تدبير كيفية عودة النازحين في الداخل، فكيف بالنسبة للعائدين من ناحية جيبوتي وغيرها من الدول إلا من لم يتم قصف منازلهم فهؤلاء أمرهم هين.


د. علي البكالي

وأبان أنهم يجدون صعوبة فيما يخص أمرهم، فنحن نبحث الآن مع الحكومة الشرعية والجهات التي تتعاون معنا كيفية ايجاد منازل بشكل مؤقت لهؤلاء لحين إعادة بناء منازل المنكوبين، مشيرا إلى أن هذه اشكالية يعانون منها حول نازحين الداخل فكيف فيمن هم بالخارج، مستدركا ذلك بأن الحكومة الشرعية على اتم الاستعداد لاستقبال رعاياها وعمل كل ماهو في طاقتها ولكنها تظل معضلة كبيرة أمامهم.

وحول عودة الرئيس اليمني لليمن أوضح السكرتير الخاص لهادي أن كل الادارات العامة وقيادة المحافظة والوفد الحكومي تعقد ورشات عمل مستمرة حول الخدمات والجانب الأمني في الداخل، لإعادة الخدمات في كافة المديريات والتي فيها المنشآت الحكومية ومن ضمنها الرئاسية وأماكن الحكومة والدولة.

مضيفاً: ولا يخفى على الجميع ماحل بالقصر الرئاسي من دمار كامل، فلا يوجد به أية خدمات ويصعب استقبال الرئيس الشرعي في منزل مهدم بلا خدمات، خاصة وأنه سيستقبل به وفوداً رسمية ومبعوثي منظمات دولية.

وقال: نحن بصدد التهيئة، وإذا كان هناك تحركات سريعة من قبل الرئيس بالتعاون مع الدول الشقيقة التي أعانتنا في أصعب الظروف فهذا سيسرع عودة الحكومة المتوقفة على كيفية العمل الميداني والأعمار للمباني الاساسية التي تتطلب عودة الحكومة والرئيس.

وأشار د. مارم أنه لم يتم حتى الآن تشغيل البنك المركزي بداخل كريتر الذي يوجد به السيولة لتسليم العاملين رواتبهم الذين لم يستلموا منذ شهر مارس الماضي، بسبب عطل الكهرباء الذي يعملون على تشغيلها لتفعيل الاتصالات داخل البنك والكهرباء، وخلال يومين سيتم اعادة الكهرباء بشكل كامل، ومن ثم تهيئة المكان للحكومة ومنازل للرئاسة.

في الجانب الآخر كشف الناطق الاعلامي باسم وزارة الدفاع اليمنية الدكتور علي البكالي ل"الرياض" عن وجود أسلحة بكميات كبيرة في شمال اليمن داخل بيوت المواطنين والمؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات التي تحولت إلى ثكنات عسكرية لصالح الحوثي والمخلوع، ليقينهم بأن قوى التحالف لن تستهدف داخل المدن ولا الأحياء الآهلة بالسكان.

وقال: لا زال الحوثي وصالح يمتلكون أسلحة كثيرة ومكدسة ولكن المعنويات القتالية لدى جبهات الحوثي وصالح بدأت تنهار تدريجيا، واعتقد أنهم سيحاولون الاستماتة للحفاظ على صنعاء وماحول صنعاء التي تسمى سابقا بالحاضنة الاجتماعية للفكر الزيدي، وهي ذمار وصنعاء وعمران وصعده لأنهم يشعرون أن الفكر الامامي سيقتلع بشكل نهائي في حال تحريرها وهنا ستبرز قوة دفاعاتهم.

كما أن هناك تكديس للأسلحة في الشمال وحفر للخنادق واستعداد وبناء مناطق وتحصينات عسكرية في ذمار وما حولها وعمران، فسيكدسون وجودهم في مناطق الشمال.

وزاد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع اليمنية أنهم يعملون على تأمين المناطق التي تم السيطرة عليها بإنشاء وحدات أمنية، موضحا أن الجيش الوطني يسير باتجاهين، اتجاه لإنشاء وحدات عسكرية قتالية لاستعادة المدن والمحافظات والمناطق لمواصلة الزحف لبقية مناطق الجمهورية بشكل عام، والاتجاه الآخر في انشاء وحدات أمنية لتأمين هذه المناطق والمحافظات التي تم استعادتها لضبط الأمن الداخلي.

وأكد د. البكالي أن الأولوية لديهم في إعادة الأعمار الأمنية والعسكرية في هذه المرحلة، وفي الجانب المدني ينظر للجانب الانساني كأولوية مرافقة للجانب العسكري والأمني.

وزاد حول انتصارات الجيش الوطني الشرعي أن قاعدة العند لم تتحرر بشكل نهائي فلازالت المناوشات موجودة في الجزء الشمالي منها باتجاه بلدة كرش، وبعد ذلك سيتجه الجيش الوطني الشرعي (المقاومة + الجيش) إلى محافظة تعز لتحريرها.

ولفت د. علي البكالي أن الجنوب رمزه عدن وبمجرد تحرير عدن فإن الجنوب أصبح في قبضة المقاومة، والضالع سبق أن تحررت بشكل شبه كلي، وبمجرد أن تنقطع خطوط الاتصال في عدن تصبح لصالح الجيش الشرعي فستسقط المحافظات الجنوبية كلها وتعود بيد الشرعية حيث أن الجيوش الآن في لحج وعلى مداخل الضالع، لينتقل بعد ذلك الجيش الوطني إلى تعز ومحافظات الشمال.