«حاول أن تكون مساعدة الناس هي غايتك» عبارة قالها لي الأستاذ تركي السديري حين تشرفتُ بإدارة مكتبه في فترة سابقة. هذه العبارة التي قالها ومضى كانت بالنسبة لي درساً كبيراً وعظيماً ونبراساً في حياتي. كان "أبو عبدالله" نموذجاً إدارياً نادراً، حازماً ودقيقاً، وإنسانياً في نفس الوقت، وكانت إنسانيته تغلف حزمه، وكان دقيقاً في كل التفاصيل التي تؤدي إلى نجاح العمل.
حرص تركي السديري خلال مسيرته الحافلة بالتميز على أن تكون الأجواء داخل الجريدة أجواء متميزة وأخوية ولذلك كان شديد الالتصاق والتواصل مع المحررين قبل القياديين يشاركهم أفراحهم ويواسيهم في أحزانهم وهذه إحدى السمات التي جعلت من جريدة الرياض تصل إلى التميز والإبداع. كان "أبو عبدالله" حازماً مع من يخطئ حين يعاقبه على ما ارتكبه وأحياناً يكون العقاب كبيراً لكننا كنا نعلم جميعاً أنه سرعان ما سيعوض المعاقب عما عوقب به حين يؤدي عملاً جيداً ومميزاً فيكافئه مكافأة ممتازة. تركي السديري لم يقفل باب مكتبه مطلقاً منذ أن استلم رئاسة تحرير الجريدة وحتى هذه اللحظة تجده يتجول بين المكاتب ووسط المحررين ولم يكن بينه وبينهم حاجز أو عائق، ولم يحصل في يوم من الأيام أن قام من يعملون في مكتبه بمنع أحد من لقائه أو التحدث معه.
في ذاكرتي العديد من المواقف الإنسانية التي قد لا أملك الحق في التحدث عنها لمعرفتي بأن الأستاذ تركي لا يرغب في كشفها. مواقفٌ إنسانية نبيلة جعلت من تركي السديري نموذجاً نادراً ومتميزاً. نقول هذا وهو يترجل الآن عن قيادة صحيفة تبوأت الصدارة محلياً وعربياً وأصبح اسمه نموذجاً للعمل الناجح. حين يغادر "الأستاذ" موقع القيادة فهو بالتأكيد سيبقى في ذاكرة التاريخ بوصفه رمزاً مهماً من رموز الإعلام السعودي استطاع بتوليفة بسيطة أن يصنع مجداً إعلامياً حقيقياً وإرثاً ثقافياً سيبقى في ذاكرة ووعي الوطن ويكفي أنه نقل الصحافة من محليتها الضيقة إلى القدرة على المنافسة والتفوق عربياً.
ونحن نودع ملهمنا ومعلمنا نؤكد له بأنه سيبقى في قلوبنا للأبد وأن ما تعلمناه منه من قيم إنسانية وأخلاقية سيبقى نبراساً في حياتنا.
1
tareh123
2015-07-09 13:27:24حينما تقول جريدة الرياض كأنك تقول تركي السدير والعكس فجريدة الرياض وتركي السديري اسمان متلازمان في مفهوم استدعاء المعاني