من بين المناظر السيئة والمُضايقة في شوارع وحارات مدينة الرياض أن نرى بعض المصالح شركات كانت أو دوائر تحتل جزءا كبيرا وتضع الحواجز الخرسانية على هواها، وبتقديرها الخاص، وتضع علامات "ممنوع الوقوف" من أجل توفير أماكن لموظفيها أو مراجعيها الغالين.

رأيت واحدة منها تقول "موقف خاص لعملاء المؤسسة" وهو كلام مُضحك، ومُحزن في نفس الوقت.

كيف أعطت لنفسها تلك الحظوة، ومن منحها ذلك الحق. هذا علمه عند الله ثم الراسخين في العلم. الشوارع منفعة عامة ولا يجوز تيسيرها لخدمة جهة، مهما كانت تلك الجهة. التشويه حاصل من كثرة وقوف الناس على الأرصفة. و"الخناقات" على قدم وساق عندما تحجز سيارة طريق خروج سيارة أخرى. ورمضان شرفهُ الله آتينا، وعادتنا أن ننهي يوم الصوم بالعراك والألفاظ البذيئة عند محلات الخبز والفول والتميز، ويكاد يُصبح هذا شعيرة أو معلما من معالم الشهر الكريم.

والداعي للعجب أن الشهر الفضيل من أقدم الشعائر والعبادات، ولا نزال عاجزين عن تنظيم نهج معين نتبعه ونجعله إرثا اجتماعيا حميدا تأخذ به الأجيال بعدنا.

وتشهد الشوارع التي تنتشر فيها محلات "الفول"، كأكثر النقاط ازدحاماً بالبشر والسيارات ما يتسبب في اختناقات مرورية ووقوع بعض المشاكل أحياناً بين المارة وعشاق "الفول".

ويحاول السائقون عادة قبل دخول وقت المغرب تجنب المرور من الطرق التي تتواجد فيها محلات "الفول"، تفادياً للوقوع في الزحام والمشاجرات التي تكثر في تلك النقاط دون غيرها على مدار الشهر يومياً.

وبودي أن أعطي اسما للفترة غير "الذروة، ولنسمهِ "الحساس" الذي يسبق الأذان.

ويُفترض أن نكون تعلمنا من الرمضانات الماضية، فالتجمعات والزحام والمشاجرات مستمرة منذ سنوات طويلة وباتت من عادات رمضان، متندرين إلى أنه في حال بحثت وكالة ناسا قبل مغيب الشمس عن أكبر تجمع بشري في العالم فستكون نقاط بيع "الفول" في السعودية.

ويصل الأمر إلى أن يستغل بعض ضعاف النفوس (وأذكياء المهنة) هذا الازدحام على محلات الفول في نشل الزبائن وسرقة ما تحتويه جيوبهم في وسط الزحام والتدافع، وهو ما دفع العديد من محلات الفول إلى وضع لوحات تحذيرية لزبائنهم بالحذر على جيبوهم من بعض النشالين الذين يستغلون الازدحام.