هل منصب "عضو مجلس الإدارة" ليس أكثر من لقب فخري يمنح لكبار الشخصيات والقادة، أم أنه وظيفة يندرج تحتها الكثير من المسؤوليات، وينتظر منها الكثير من المنجزات؟ أنا على يقين بأنكم الآن تستحضرون في أذهانكم بعض الأسماء اللامعة التي تشغل العديد من المناصب كأعضاء مجالس إدارة. وحتى نكون منصفين لابد من الاعتراف بأن منهم من حقق الكثير من الإنجازات الحافلة فعلاً، وأسهموا في نهضة الشركات التي يشغلون فيها مناصبهم، لكن هناك أيضاً من وجد لإكمال العدد والصورة فقط.
إن فكرة وجود مجلس إدارة تندرج تحت مهام التنوع في الخبرات، وخلق التوازن بين الأفكار القيمة من خلال تجارب متعددة تجتمع على طاولة واحدة، لقيادة الدفة نحو النجاح، وبطرق مبتكرة تخالف وجهات النظر التقليدية والمركزية في اتخاذ القرارات. ومن أهم النقاط التي أود الإشارة إليها بهذا الشأن، أن معظم مجالس الإدارات في الشركات المحلية يتم اختيار أعضائها من باب المجاملة، مع غض النظر عن الخبرة العملية ومستوى الكفاءة، مما يؤدي إلى كثير من التداعيات التي تضعف فعالية هذه المجالس، وتشكل خطورة على مستقبل الشركة. كما يقلل من دورها المهم والاستراتيجي في مواجهة الصعاب والتحديات وإدارة الأزمات، وخلق تكامل داخلي في نوعية القرارات التي ترفد قطاعات الشركة كافة.
وسأعرض عليكم بعض المواصفات الواجب توافرها في مجالس الإدارات، في ضوء ما يوصى به الخبير في الشؤون الادارية، ليلاك ناشوم. بالإضافة إلى ما ينبغي عليها فعله لتحقيق مفهوم الإبداع:
مهارات إدارة الأزمات ومواجهة التحديات: حتى يسهم مجلس الإدارة في قيادة الشركة نحو العالمية، عليه اختيار أعضاء لديهم سجل حافل في إدارة الأزمات ومواجهة تحديات السوق، يطلق عليها الكاتب مسمى "إدارة التعقيد". وهذا يضمن للشركة أن تكون كدولة تتمتع بحماية جنودها الأقوياء، ممن لديهم ما يكفي من المهارات اللازمة للتصدي لأي تحدٍ خارجي. ومثل هذا الفريق القوي يضمن بقاء الشركة واستمرارها في سوق العمل، وخلق القيمة المطلوبة.
فن الموزانة بين الضغوط داخل وخارج المؤسسة: إذا أراد مجلس الإدارة أن يقود الشركة نحو العالمية، عليه النظر بعمق في طبيعة احتياجات الفروع المحلية، ومقارنتها بمقاييس المؤسسات العالمية، وتقديم الدعم للإدارة في خلق بيئة مناسبة قادرة على مواجهة المقاومة الداخلية للتغيير في الشركة.
مصادر قوة: يتوجب على مجالس الإدارة أن تساعد الإدارة وتتحداها إذا لزم الأمر، وتدفع بها نحو تبني وجهة نظر عالمية للمؤسسة، لضمان خروجها من إطار المحلية. وهذا ضروري لاستيعاب النظام ككل، وفهم الوضع العام وليس التفاصيل فقط.
تحقيق إدارة التكامل: المقصود بهذا أن يكون لدى مجلس الإدارة قدرة على فهم توسع الشركة الجغرافي والتقني، والاستفادة من الفروع كلها، من أجل تحقيق التعاون والتكامل في خدماتها. وهذا يتطلب من أعضاء مجلس الإدارة القدرة على رؤية وفهم الصورة الأشمل لمحفظة الأعمال، في تحديد وتنظيم البنية التحتية للشركة التي تسرع من نموها. وهذا ما يحقق فاعلية مجلس الإدارة لحصد أكبر قدر ممكن من المنافع في بيئة العمل، والاستفادة من المصادر كافة.
إدارة التنوع: إن تنوع خلفيات أعضاء مجلس الإدارة يؤدي إلى طرح وجهات نظر مختلفة، تفيد القادة العالميين على تحويل هذا التنوع إلى ميزة حقيقية. وهذا يعد أمراً أساسياً لبقاء الشركات العالمية ونجاحها، حيث يعد التنوع أمراً جوهرياً لدى الشركات العالمية؛ حيث يدفع هذا التنوع إلى الوصول لثقافات ومعارف مختلفة ومصادر متنوعة، وبالتالي تمكين تنمية المنافع المتركزة من إدارة التنوع.
البحث عن فرص استثمارية تسهم في نمو الشركة: لأعضاء مجلس الإدارة علاقات وثيقة مع العديد من قادة الأعمال والمستثمرين، ولديهم نظرة ثاقبة وبُعد نظر في تقييم الفرص الاستثمارية التي من شأنها تطوير الشركة. كما أنهم مطالبون بالبحث دائماً عن ضخ أفكار جديدة.
تعميق معنى" القيمة المضافة": إن مجالس الإدارات التي تقدم نصائح تشغيلية نابعة من خبراتهم، ستكون بمثابة ميزة استراتيجية تضاف لهذه الشركات، ومصدر ذي قيمة حقيقية لتحفيز عنصر التنافسية. ولتحقيق هذا الهدف، يحتاج أعضاؤها إلى تثقيف أنفسهم حول طبيعة مصادر "خلق القيمة" في بيئة العمل ورفع مستواها لتنافس الشركات العالمية.
ولا يعني عدم توافر هذه الصفات أو بعضها في أعضاء مجلس الإدارة أن المؤسسة في مرحلة خطر، لكنها مطالبة بإعادة النظر في تطوير مهارات أعضائها من خلال توفير دورات متخصصة، تعمق فهمهم حول الأدوار الموكلة إليهم، وفهم التشريعات والقوانين التي تساعدهم في تطوير مهاراتهم. فإن لم تتنبه الشركة إلى أهمية هذا الأمر، أو لم يدرك أعضاء هذه المجالس ضرورته، فهذا يعد سبباً كافياً لبقاء الشركة في إطار المحلية.
*رئيس تحرير "فوربس الشرق الأوسط"
1
mohammed
2015-04-28 12:48:50كلامك جميل وعلى أساس علمي. وأضيف إليك أن مجلس الإدارة ومن يسمون بالموارد البشرية يظنون أنهم بمجاملتهم لصاحب الشركة بطرد الناس من وظائفهم وهم يشربون القهوة طوال اليوم هو عمل شرفي لهم دون مراعاة لظروف هذا الموظف البسيط الذي سيطرد في الشارع بسبب الأهواء الشخصية
2
ايييه يااستاذه خلود
لان اعضاء مجالس الادارات في مجتمع القبيله والمنطقه والمصالح يتم التعيين من خلال المصالح والصداقات والقرابات
ماتشوفين الركود في اداء العمل وليس هناك حالات توسع في المصانع او الاعمال كلها تشخيص ويتنقلون من مجلس لمجلس
كل السعوديه هذا احبه وهذا اريده
سلام
3
خلود
خليها على الله بس
دول العالم الثالث لم تصل الى حد معرفة هالسوال
تصوري الخادمه عندنا كنها شبيك لبيك عبدك بين ايديك
اصغر واحد يقول لها جيبي لي ماء
وين تحديد ماهية العمل وين تحديد ساعات العمل وين مراعاة العامل
لما الخادمه ينعرف كيف نعاملها وهي ايضا تعرف واجباتها
نقدر نعرف ماهية رئيس مجلس الاداره