يعدّ "جبل اللوز" أحد المواقع التي اكتسبت الشهرة، وأصبح من المعالم التي تميز منطقة (تبوك)، حيث ارتبط بارتداء مرتفعاته للوشاح الأبيض سنوياً، إلى جانب كونه من أعلى السلاسل الجبلية في منطقة "حسمي"، التي تعد جبالها امتداداً لجبال "السروات"، وسمي بذلك لوجود شجر اللوز به قديماً، وتتساقط عليه الثلوج في فصل الشتاء، وفي فصل الربيع أحياناً؛ مما جعل قوافل الزوار من كل منطقة واتجاه صوب الجبل، من أجل الاستمتاع بأجوائه الثلجية غير المسبوقة في منطقة بالمملكة، إلاّ أنّه وخلال تلك الزيارات المتكررة بشكل سنوي يجد الزائر نفسه أمام أكثر من علامة استفهام، حول عدم الاهتمام بالموقع، خصوصاً وأنّ الهيئة العامة للسياحة في المنطقة أدرجت الجبل -مؤخراً- ضمن المواقع السياحية المهمة، ولكن تلك المنطقة وبالرغم من أهميتها وكثافة الزائرين بها ما زالت تنتظر طرحها للاستثمار السياحي، فهي حتى الآن منطقة بكر يجهلها أو يتجاهلها الاستثمار؛ مما جعل المرتادين إليها في تساؤل محيّر: ماذا تنتظر الهيئة العامة للسياحة لتفعيل منطقة مليئة بمقومات السياحة؟، ف"جبل اللوز" بحاجة إلى وقفة جادة من المسؤولين في المنطقة، إذ أنّ المكان مليء بالعبقرية، والدهشة، والجاذبية، والتألق، فهو يجذب آلاف الزائرين، ويحوي العديد من النقوش والكتابات الإسلامية، ويعد من أهم المعالم السياحية الشتوية في المنطقة.
حوادث الطريق
في البداية ذكر "فهد البلوي" أنّ "جبل اللوز" يمثل إضافة كبيرة للمواقع التاريخية والسياحية لمنطقة (تبوك)، خصوصاً عند سقوط الثلوج سنوياً، فمن حيث تبدأ قوافل الزوار من كل مناطق المملكة بالتوجه إليه للاستمتاع بمشاهدة الثلوج، التي لا تتكرر إلاّ مرة واحدة بالعام، مستدركاً: "لكن للأسف بالرغم من جمال المنظر، إلاّ أنّه يصطدم بعدة عوائق تسيء له، كعدم اهتمام قطاع السياحة بالموقع، من حيث توفير المطاعم، والمخيمات، والمقاهي"، مبيّناً أنّه لا يوجد اهتمام بنظافة الموقع، سواء من قبل الزوار أو البلديات، إذ لا تتوفر حاويات النفايات، فيما تعاني تلك المواقع من قله الدوريات الأمنية، والتي يساهم وجودها في منع بعض التجاوزات، إلى جانب المشكلة الأهم والمتمثلة في الطريق للجبل، والذي يعدّ كابوساً مزعجاً ومفزعاً؛ لضيقه، ووعورته عند سقوط الثلوج؛ مما تسبب في وقوع العديد من الحوادث.
حسن التنظيم
وأكّد "منور بن ملفي الرشيدي" على أنّ "جبل اللوز" معلم لم يستثمر ولم يجد الاهتمام، ففي كل موسم للثلوج يشهد الموقع زحاماً وتوافداً لأعداد كبيرة من الزائرين، وهدفهم جميعاً الاستمتاع بالثلوج، والتي قد لا يراها إلاّ في القنوات الفضائية ببعض الدول، لذلك ما إن يتم إعلان موعد تساقط الثلوج، حتى تجد العوائل والشباب يتوافدون على الموقع، لكن الكل يصطدم بقله الاهتمام من بعض الجهات المسؤولة، فلا تجد مكانا للجلوس، ولا تجد تنظيما للسير، بالإضافة لقلة الوعي لدى البعض، لافتاً إلى أنّ الكثير من القادمين عادوا محملين بالأحزان؛ بسبب الطريق، إذ أنّه وعلى الرغم من اجتهاد الدوريات الأمنية والمرورية يحتاج المزيد من الاهتمام وحسن التنظيم.
مقومات سياحية
وبيّن "فايح بن نور العتيبي" أنّ الموقع لم يجد الاهتمام الكافي من جهة السياحة، سواء ببناء مظلات، أو إيجاد مستثمر شامل للموقع، فهناك سياح أجانب بالإضافة للمواطنين يسعون إلى توفر معالم سياحية شتوية، لافتاً إلى أنّ جبال "الشفاء" في (الطائف) وجبال "السودة" في (أبها) تجد بها مقومات السياحة على مدار العام، على عكس "جبل اللوز"، مضيفاً: "قد يقول البعض بأنّ هذا الموقع متعته عند تساقط الثلوج فقط، وهذا الكلام صحيح، لكن ما المانع في أن يكون الموقع مجهزا لاستقبال زوار الثلج وعند الانتهاء يغلق؟"، منوهاً بأنّ أغلب الدول تهتم بالمواقع السياحية، وتجعل لها تنظيما وعناية خاصة، بهدف استقطاب الزوار.
تعريف بالمعلم
واعتبر "محمد العويشة" أنّ شتاء "جبل اللوز" يذكره ببلده، مضيفاً: "أشعر بفرح كبير جداً، فزيارته تعتبر كسراً للروتين، وتغييراً في أسلوب الحياة التي تعودنا عليها في (تبوك) من دون أمطار في معظم السنين، فعندما أرى البياض الذي يكسوها ينشرح صدري، ويزول همي"، مشدداً على أنّ المنطقة بحاجة إلى عناية أكثر، إلى جانب التعريف بها بشكل موسع على مستوى المملكة، فبعض الناس يذهب إلى خارج المملكة لرؤية الثلوج، متسائلاً: لماذا لا يتم التعريف ب"جبل اللوز" كمعلم شتوي مميز. وناشد "عبدالمنعم البراشي" الجهات المسؤولة بتوفير جميع الخدمات التي قد يحتاجها الزائر أثناء زيارته لهذا المعلم السياحي، مشيراً إلى أهمية مثل هذا الموقع للمنطقة، ويكفي أنّه المرتفع الوحيد الذي تتساقط عليه الثلوج بهذه البلاد.
منتجع سياحي
وطالبت "حنان الرحيلي" المسؤولين بالوقوف على هذا المكان، وتلمس احتياجاته، ابتداءً من تأمين الطريق، الذي جمع بين كونه مزدوجا وضيّقا في الوقت نفسه، إلى جانب عدم توفر وسائل السلامة اللازمة، وافتقار المنطقة بشكل عام للخدمات، مضيفةً: "لا بد من نشر ثقافة المعرفة عن هذا الموقع السياحي، وتبني هيئة السياحة العامة في (تبوك) له، وتحويله من جبل يرتاد أثناء فصل الشتاء عند تساقط الثلوج إلى منتجع سياحي دائم، يرتاده الأهالي في جميع فصول العام".
السفر للخارج
ورأت "فاطمة البلوي" انّ "جبل اللوز" من مقومات الجذب السياحي العالمي لو وجد الاهتمام من المسؤولين، حيث لاقى اهتماماً كبيراً ظهر جليا من خلال ما تناقلته وسائل التواصل، مبيّنةً أنّه في حال طرحه على رجال الأعمال لإنشاء الخدمات وتقديم كل ما يحتاجه السائح سيكون معلماً ووجهة سياحية هامة، إلى جانب ما سيقدمه لمجتمع (تبوك)، حيث سيساعد على تنظيم الأسواق الدائمة والموقتة التي تخدم المجتمع والسائح، موضحةً أنّ المملكة تمتلك إرثاً ثقافياً في الآثار والموروث الضارب في عمق جذور البشرية، إلاّ أنّ الكثير من أموال المواطنين تذهب للخارج!.
تسويق سياحي
ونوّه "خالد الشمسان" -مستثمر في مجال السياحة- بأنّ المستثمر في المشروعات السياحية يواجه عقبات ومصاعب تحد من تنفيذه مشروعاته، خصوصاً فيما يتعلق بالحصول على ترخيص لمشروع، حيث يقضي المستثمر "مشاوير" مضنية بين الأمانة وهيئة السياحة وفي النهاية ترفض الفكرة، موضحاً أنّه لتنفيذ أي مشروع سياحي أن يكون هناك تسهيل في استخراج التراخيص، مضيفاً: "نحتاج لتأسيس بنية تحتية كمستثمرين، وتأسيس صندوق لدعم المستثمر، واعتبار السياحة كصناعة مع التسويق السياحي للمنطقة في المحافل الدولية، كاجتماع وزراء السياحة العرب السنوي"، مشيراً إلى أنّ منطقة (تبوك) تزخر بالكثير من المواقع السياحية، ولابد من فتح السياحة الخارجية للتعرف على ثقافة المنطقة.
تأشيرات سياحية
من جهته رأى "ذياب بن غانم العمراني" -مستثمر في مجال السياحة- أنّ الترويج للسياحة يجب أن يبدأ من الجهات المسؤولة بعد تأمين البنية التحتية في المنطقة، متسائلاً: إذا كان هذا الأمر غير موجود حالياً كيف يتشجع المستثمرون للإفادة من طبيعة "جبل اللوز" و"علقان" و"الزيتة" ومناطق الساحل؟، معتبراً أنّ من الصعوبات كثرة الجهات المسؤولة عن المواقع، فإذا طلب المستثمر الترخيص لإقامة مشروع سياحي يحتاج مدة طويلة، ويمل وينسحب من المشروع؛ بسبب مرور التصريح على أكثر من جهة حكومية، متعجباً من عدم فتح التأشيرات السياحية أسوة بدول الجوار.
هيئة السياحة: بدأنا خطط تطوير الموقع بمشاركة 11 جهة حكومية
قال "ناصر بن أحمد الخريصي" -مدير عام فرع هيئة السياحة والآثار بمنطقة تبوك- إنّه وبتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك رئيس مجلس التنمية السياحية بدأت خطة التطوير ب"جبل اللوز" كموقع سياحي، وذلك بمشاركة (11) جهة حكومية، وتم الاتفاق على تنفيذ وتطوير عاجل للموقع، شمل قيام البلدية بتهذيب للموقع، وإيجاد عطلات سياحية، وتم كذلك منح رخصة مزرعة سياحية لأحد المزارعين في الموقع، كما نفذت إدارة الطرق منطقة للدوران، وخطة لتواجد الدفاع المدني والمرور في أوقات تساقط الثلوج، إلى جانب دراسة لإعداد مرحلة من التطوير للموقع، بما يحافظ على طبيعة الجبل ويجذب المستثمرين في المواقع المحددة، مؤكّداً على أهمية تطابق الرؤية السياحية للموقع وفق الدراسات التي اهتمت بالموقع وتطويره سياحياً.
ينتظر الأهالي تقديم خدمات لاستدامة الإفادة من جبل اللوز
غياب المقومات السياحية لم يمنع الزوار من الاستمتاع بالموقع
يتسابق الزوار لحجز مواقعهم في جبل اللوز كل شتاء «عدسة: مقبل العمراني»
ثلوج جبل اللوز الموسمية فرصة سانحة للاستثمار السياحي
وعورة الطريق حرمت البعض من زيارة جبل اللوز
1
عثمان الخزرجي
2015-03-20 16:55:27المفروض ان يكون حولها خدمات موسمية مثل مركز اسعاف محل لبيع مستلزمات الرحلات ومركز خدمات اخرى والبقية تترك للطبيعة المشكلة عندنا ان الاستثمار السياحي والعقاري عندنا اصبح تحويل كل شيء الى غابات اسمنت وزجاج وجلب المزيد من الاجانب والزحام والجريمة وزيادة الاستهلاك وبالتالي ارتفاع الاسعار
2
امل التميميي
2015-03-15 23:14:00هذي منطقة ريفية ماتحتاج استثمار
بعدين جمالها بالثلوج يعني بالشتاء فقط
3
Alfalah
2015-03-15 18:47:40هطوال الثلج يحمي التربة ويسقي الأرض وينفعها بإذن الله وهناك من ينعق يريد خرابها.
4
Alfalah
2015-03-15 18:36:56دعوا جبل اللوز وشأنه ولا حاجة للمستثمرين. مستثمرين=1000 موظف اجنبي +2 من ابناء الوطن. اتركونا نتمتع بالطبيعة كما منحها الله لنا. إن كنتم صادقين فاستثمروا بتعليم أولاد الوطن.
5
فهد عبدالله
2015-03-15 14:27:34جماله بضعف المقومات
إن دخلت عليه مستثمرين وبياعة بليلة وفيشار انحاست وخربت
6
العم قوقل
2015-03-15 10:19:00الاستثمار ماينفع لانو فقط مره بالسنه الناس تطلع لثلوج
7
العم قوقل
2015-03-15 10:17:24الحين يستغلونا رجال الاعمال ويشبكو الجبل
8
العم قوقل
2015-03-15 10:16:46فكونا من المستشمرين بكره يشبكون الجبل ويحسدونا