اتهم رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي السابق مائير داغان "الموساد" رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتسبب بضرر استراتيجي كبير لإسرائيل فيما يتعلق بالملف الإيراني.
وقال داغان في حديث لصحيفة يديعوت أحرونوت صباح الجمعة إنه تم إحراز تقدم في الماضي للتصدي للمشروع النووي الإيراني، وأكد أنه تم إقناع بعض الدول بوقف تزويد إيران بالمواد والمعدات اللازمة للمضي في مشاريعها النووية، إضافة الى تشديد العقوبات عليها. غير أن ظهور نتنياهو في المشهد بشكل كثيف وفج أحياناً جعل المسألة الإيرانية مشكلة إسرائيلية، وهذا جعل الدول التي تتفاوض مع إيران تشعر بشيء من عدم المسؤولية، إذ إنه في حال وصلت الأمور الى نقطة حاسمة فستعالج إسرائيل الأمر. وفي رده على سؤال عن سبب تخلي نتنياهو عن خيار ضرب منشآت إيران النووية قال داغان: "جميع المعنيين ببحث هذه المسألة أبدوا معارضتهم لهذا الخيار، كما أن قراراً كهذا يستوجب التزام نتنياهو بتحمل كامل المسؤولية عن ما يترتب عليها.. إلا أنه يرفض ذلك". وأضاف: "لم يتخذ نتنياهو قراراً في هذا الشأن لعدم رغبته في تحمل المسؤولية.. لم يسبق أن رأيته يتحمل المسؤولية عن أي شيء".
وتطرق داغان الى الخطاب المرتقب لنتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي الثلاثاء المقبل، وخطر المغامرة بعلاقات إسرائيل مع إدارة الرئيس أوباما، فقال: "ينبغي على رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يخوض مواجهة مع الإدارة الأمريكية، أن يسأل نفسه عن مدى المخاطر.. فالأميركيون يحموننا بمظلة حق النقض "الفيتو" ، وفي حال مواجهة مع الإدارة الأميركية فإن هذه المظلة قد تختفي، وسرعان ما ستجد إسرائيل نفسها مكشوفة أمام العقوبات الدولية. وهذه المخاطر المترتبة عن مثل هذه المواجهة لا يمكن تحملها".
وفي حديثه عن العدوان الأخير على غزة فيما يُعرف بعملية "الجرف الصامد" قال داغان: "إن نتنياهو أدار الأمر بطريقة غير صحيحة. وكان أكثر ما يهمه هو التقاط الصور وهو يعاين الخرائط. يقولون إن نتنياهو تصرف بمسؤولية. أي مسؤولية؟ إن هذا تمويه لتقاعسه عن العمل. لم يكن هناك أدنى تصور ما الذي يجب تحقيقه في هذه العملية. فالجميع كان على علم بوجود الأنفاق، وليس صحيحا أنهم لم يعرفوا بها، وحين أصبحت الأنفاق مشكلة، قصفوا فتحاتها من الجو، وعند بدء العملية البرية فشلوا بتمييز مكان هذه الأنفاق".
التعليقات