في أحد الأيام اتصل بي الصديق العزيز أبو محمد (الأستاذ الفاضل عبدالرحمن العليق) وهو أحد الأصدقاء الذين أعتز بهم وبصداقتهم، وشغفهم بحب الثقافة والمعرفة. وبعد السؤال عن الأحوال والصحة والجديد في الحياة، تطرق الحديث بنا إلى السؤال عن العلاج بالأوزون، وخاصة أن هناك بعض الإشاعات حول إمكانية علاج السرطان باستخدام الأوزون، قلت لصديقي العزيز (أبو محمد) لا أعرف الكثير عن الموضوع وأحتاج إلى مراجعة بعض المراجع المتوفرة وخاصة من خلال محرك البحث جوجل.

والأوزون غاز ذو لون أزرق يتكون من ثلاث ذرات من الأكسجين، اكتشفه الباحث شونبن. ويتشكل هذا الغاز عند تعرض الأكسجين لشرارة كهربائية مما يؤدى إلى انقسامها إلى ذرتين نشطتين كل واحدة تتفاعل مع جزيء أكسجين مما يؤدي إلى تشكل جزيء ثلاثي الذرة ( O3)وهو شكل مؤكسد قوي جداً ينتج جذوراً حرة تخرب الكثير من المركبات البيولوجية. وقد استخدم الأوزون في المجال الطبي في عام 1865م كمعقم في غرف العمليات، ثم استخدم لتعقيم مياه الشرب في نهاية القرن التاسع عشر، كما استخدم في علاج جروح الجنود في الحرب العالمية الأولى. ويعد العلاج بالأوزون معروفاً منذ السبعينات في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا كنوع من أنواع العلاج البديل، لكنه لا يدرس ضمن مقررات كليات الطب، كما أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية تعتبر الأوزون مجرد غاز سام ليس له أي فوائد علاجية.

وفى دراسة نشرت بمجلة ( spine) في عام 2009م استعمل الأوزون لعلاج آلام الظهر الناتجة عن فتق الديسك، وذلك بحقن الأوزون في عضلات الظهر المجاور وليس الغضروف، وقد حدث التحسن عند حوالي 60% من المرضى.

وخلاصة القول ان الأوزون لا يفيد في علاج السرطان أو الإيدز أو بعض الأمراض المزمنة التي يدعيها البعض، وربما يحتاج ذلك إلى مزيد من الدراسات الطبية، شكراً لك يا أبا محمد.