32٪ من نساء العينة النسائية العشوائية التي اخترتها خصيصاً لاستفتاء «الرياض» يرين أن الزواج من شاب يعمل بائعاً او نادلاً امر مقبول من قبلهن، في حين رفضت هذا الامر ما نسبته 36٪ من نساء العينة، وامتنعت 32٪ من نساء العينة عن إبداء الرأي في هذا الامر والتزمن الحياد تجاهه!
هذه النتائج تظهر زيادة في نسبة الرافضات لهذا المبدأ لكنها تظهر ايضاً تقارباً بين هذه النسبة وبين نسبة المؤيدات له، بالاضافة الى مؤشر آخر مهم وهو تساوي نسبة المؤيدات مع نسبة الحياديات تماماً!
ان فكرة ان يعمل الشاب السعودي بائعاً او نادلاً في مطعم هي فكرة جديدة مطروحة في مجتمعنا، والدعوة التي وجهتها الدولة الى الشباب للاقدام على خوض غمار هذه المجالات من باب السعودة وفتح مجالات عمل جديدة امامهم، ما زالت فتية وتلاقي اختلافاً في وجهات النظر بين مؤيد ورافض للفكرة من قبل الشباب انفسهم، وهذا بالتالي جعل المجتمع بكامله ينقسم في مدى تقبله لفكرة هذه الاعمال الجديدة، مما انعكس على نظرة الفتيات نحو فكرة الزواج من مثل هؤلاء الشباب الرواد الذين سيعملون انقلاباً حقيقياً في مفاهيم المجتمع القديمة، والعمل على إحلال مفاهيم جديدة تناسب الوضع الحالي من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.
٭ كيف يمكن أن يقرأ أهل الاختصاص هذه النتائج؟ وما تأثير ذلك على المجتمع؟
تقول بدرية القرني المحاضرة في قسم التربية وعلم النفس بكلية التربية للبنات بالرياض:
من قراءة نتيجة الاستفتاء المطروح اظهرت الاحصاءات تقدم اللاتي لم يوافقن 36٪ لكنها قريبة من النسبة التي وافقت.
من هنا يلاحظ من الموافقات نظرة إيجابية من قبل بعض الفتيات للزواج من الرجل العامل خاصة بعد تشجيع الدولة على العمل بالقطاع الخاص وتشجيع ذلك بوسائل الإعلام والوسائل التربوية الاخرى، الامر الذي اثر بصورة غير مباشرة على رأيهن وهذا يمثل قدراً عالياً من الوعي الاجتماعي لديهن اضافة الى تقدير واحترام المهن وأصحابها.
في حين ان النسبة التي لم توافق ارتبط رأيهن بالمكانة الاجتماعية للزوج بحيث تميل بعض الفتيات، والمرأة عموماً، الى تفضيل الارتباط بالزوج الموظف او الحاصل على مستويات تعليمية عليا.. كانت هذه النظرة السلبية من غالبية العينة ومرجعها الى طبيعة العمل الذي لا تفضل الارتباط بمن يعمل به.
ونرى أن من لم يبدين لا موافقة ولا رفضاً تساوين مع الموافقات وقد امتنعن عن إبداء آرائهن ربما لانه ليس لديهن رأي، او لا يرغبن في ابداء المشاركة، وليس لديهن اهتمام بالموضوع، او لا يمثل لديهن رغبة او اهتماما حاليا.
وعلى اية حال كانت آراء المبحوثات مؤشراً طيباً لاتجاه جديد في المجتمع السعودي يقوم على أساس الفهم السليم للمعايير التي يجب على أفراد المجتمع الالتزام بها في تصوراتهم وقراراتهم الحالية والمستقبلية تجاه الزوج وعمله.
وتضيف الاستاذة بدرية في نهاية حديثها:
لقد حان للمجتمع بأفراده نساء ورجالاً ان لا ينظروا الى الرجل بشهادته ومكانته الوظيفية كمعيار في القبول او الرفض بل النظرة الحضارية الواعية لمن يمتلك قدرة على العمل او من يمارس صنعته مهما كان نوعها.
هذه النظرة الواعية تمكن الزوجين من تسيير دفة زواجهما بشكل ايجابي فعال واذا ما حرصت الفتاة السعودية على اثبات هذه النظرة على ارض الواقع فإن هذا سيؤمن لشبابنا الدفعة القوية للعمل المهني لتتلاشى النظرة التقليدية التي يشوه فيها المجتمع صورة الزوج العامل بهذه المهن الشريفة.
التعليقات