كان وزير البترول والمعادن قد صرّح بأنّ المملكة لن تخفض الكمية التي تنتجها حاليا، حتى لو وصل سعر البرميل إلى 20 دولاراً، فهل من المحتمل أن يحدث ذلك، أي يصل السعر إلى هذا المستوى؟ هذا وارد، ولو أنّ الأرجح أنّه سيكون تحت مستوى الخمسين، وغالبا يين 30 و50 دولاراً، لأسباب عديدة، أهمها التقدم التكنولوجي الذي لا يعرف حدوداً أو قيودا، وهو سيفضي إلى تخفيض استخراج الغاز الصخري، ولمصادر أخرى للطاقة منها الشمسية والرياح، وما لا نعلمه الآن، ومنها دخول دول جديدة إلى عالم الغاز الطبيعي، كما لا ننسى سعي دول العالم وخاصة المستهلكة للبترول، إلى الحدّ من الاحتباس الحراري، وتحسين المناخ عن طريق إنتاج سيارات -وهي المستهلك الأكبر للبترول- هجينة، وزيادة الاعتماد على المواصلات العامة كالمترو، وعلينا أن نأخد لهذا الأمر عدّته، وتبنّي استراتيجة جديدة تستبعد اللجوء إلى الاحتياطي العام الذي يجب أن يترك للأجيال القادمة؛ وتشمل مثل هذه الاستراتيجية تخفيف العبء عن الدولة عن طريق الخصخصة، كما فعلنا في قطاع الاتصالات، وقصر دعم المواد الاستهلاكية على ذوي الدخل المحدود؛ ولا بدّ أنّ هناك طرقاً أخرى، أحسب أنّ أولي الأمر أدرى مني بها.. والمهم ألاّ نقف مكتوفي الأيدي.