تتفق جميع أراء العلماء والمتخصصين في عالم الحشرات على أن بيوت النحل "الخلية" هي أجمل وأكمل وأدق وأرق بناء ممكن يقيمه كائن حي لنفسه في هذا العالم، وان الإنسان مهما بلغ من العلم الهندسي فلن يستطيع أن يقيم بيتا بهذا الجمال والدقة والرقي كما يفعل مجتمع النحل.

كما يؤكد الباحث محمد إسماعيل الجاويش الباحث في عالم الحشرات والذي يؤكد أن البيت يبنيه النحل مما يصنع من شمع.

وقال الجاويش أن مجتمع النحل كبير جدا حيث أن سكان الخلية الواحدة قد يزيد عن 80 ألف نحلة ويتعاون الجميع في بناء البيت الكبير، وأحيانا يبنون بيوتا صغيرة كل بيت منها له أركان ستة ودائما الشغالات تبني البيت سداسي الشكل وفي وسط هذه البيوت يبنى البيت الذي تقيم فيه المملكة.

كما أن النحل أثناء بناء البيت يضع في الاعتبار مسألة التهوية والتخزين، وتتميز مخازن الشتاء إنها تكون قريبة من مناطق الحرارة المنبعثة من النحل، كما يختار مواقع الكهوف للتفريغ كما يتم إنشاء الممرات والطرق التي تشمل كل الاتجاهات، فتحول دون الازدحام وتكفل التهوية لجميع بيوت الخلية.

ويضيف الجاويش أن بيوت النحل بيوت مكيفة فإذا زادت درجة حرارة الخلية فإن النحل يقف عند مدخلها ويحرك أجنحته بقوة، فيسبب تلطيفا في الهواء القادم من خارج الخلية إليها، كما يرش الإطارات بالماء للتقليل من حدة الحرارة.

وإذا هبطت درجة الحرارة يتجمع النحل ويؤلف شكلا كالكرة الجوفاء، كي يصد الهواء البارد الذي يدخل الخلية، ويولد أيضا حرارة تأتي من الحركات العضلية التي يقوم بها النحل، كما أن النحل يختلف عن باقي الحشرات فهو لا يدخل في بيات شتوي إذ تظل درجة حرارة الخلية 35درجة .

ومجتمع النحل محب للعمل جدا وان أي نحلة في الخلية تتوقف عن العمل يتم طردها فورا من الخلية حتى لا تعلم الآخرين الكسل والخمول، والعجيب أن النحلة الواحدة كي تجمع 7 جرام عسل فقط فلابد أن تقوم ب 400 رحلة وهذا أمر جبار .